وكيف أنساك لا أيديك واحدة ... عندي ولا بالذي أوليت من نعم «1»
وفي آخر الكتاب: [وافر]
إذا اعتذر الصّديق إليك يوما ... من التقصير عذر أخ مقرّ
فصنه عن عتابك واعف عنه ... فإن الصفح شيمة كلّ حرّ
وقال الخليل بن أحمد: [بسيط]
لو كنت تعلم ما أقول عذرتني ... أو كنت أجهل ما تقول عدلتكا
لكن جهلت مقالتي فعذلتني ... وعلمت أنّك جاهل فعذرتكا
قيل لبزرجمهر: ما بالكم لا تعاتبون الجهلة، قال: لأنا لا نريد من العميان أن يبصروا.
وقال ابن الدّمينة «2» : [طويل]
بنفسي وأهلي من إذا عرضوا له ... ببعض الأذى لم يدر كيف يجيب
ولم يعتذر عذر البريء ولم تزل ... به ضعفة حتى يقال مريب «3»
وكتب رجل إلى صديق له يعتذر: أنا من لا يحاجّك عن نفسه، ولا يغالطك عن جرمه، ولا يلتمس رضاك إلّا من جهته، ولا يستعطفك إلّا بالإقرار بالذنب، ولا يستمليك إلّا بالاعتراف بالزّلّة.
وقرأت في كتاب: لست أدري بأيّ استجزت تصديق ظنّك حتى أنفذت عليّ به حكم قطيعتك، فو الله ما صدق عليّ ولا كاد، ولا استجزت ما توهّمته