وهذا مثل قولهم: ما بكيت من زمان إلا بكيت عليه.
وقال الأحنف «1» بن قيس (طويل)
وما مرّ يوم أرتجي فيه راحة ... فأخبره إلّا بكيت على أمس
وقال آخر (طويل)
ونعتب أحيانا عليه ولو مضى ... لكنّا على الباقي من الناس أعيبا
وقال آخر (وافر)
سبكناه ونحسبه لجينا ... فأبدى الكير عن خبث الحديد
قال: وحدّثني أبو حاتم قال: حدّثني الأصمعيّ عن ابن أبي الزّناد عن أبيه قال: لا يزال في الناس بقيّة ما تعجّب من العجب. رجوع المتخلّق إلى طبعه
بلغني أن أعرابيا ربّى جرو ذئب حتى شبّ وظنّ أنه يكون أغنى عنه من الكلب وأقوى على الذبّ عن الماشية فلما قوي وثب على شاة فقتلها وأكل منها فقال الأعرابيّ (وافر)
أكلت شويهتي وربيت فينا ... فما أدراك أنّ أباك ذيب
ويروى «2» :
ولدت بقفرة ونشأت عندي ... إذا كان الطّباع طباع سوء
فليس بنافع فيها الأديب