المكيّة، فرحّل بها؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من رحّل لنا هذا» فقالوا: الطائفيّ؛ فقال: «مروا عبد الله فليرحّل لنا» فعدت إلى الرّحال.
باب سوء الخلق وسوء الجوار والسّباب والشرّ
حدّثني زياد بن يحيى قال: حدّثنا أبو داود عن صدقة بن موسى عن مالك بن دينار عن عبد الله بن غالب عن أبي سعيد الخدريّ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خصلتان لا تجتمعان في مؤمن سوء الخلق والبخل» .
قال: وحدّثني أحمد بن الخليل عن أزهر بن جميل عن إسماعيل بن حكيم عن الفضل بن عيسى عن محمد بن المنكدر عن جابر قال: قيل: يا رسول الله ما الشؤم؟ قال: «سوء الخلق» .
قال: وحدّثني أبو الخطّاب قال: حدّثنا بشر بن المفضّل قال: حدّثنا يونس عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المستبّان ما قالا فعلى البادىء منهما ما لم يعتد المظلوم» .
قال: وحدّثني سهل بن محمد عن الأصمعيّ قال: حدّثني شيخ بمنى قال: صحب أيوب رجل في طريق مكة فآذاه الرجل بسوء خلقه؛ فقال أيوب:
إنّي لأرحمه لسوء خلقه.
قال: وحدّثني عبد الرحمن عن الأصمعيّ قال: قال أبو الأسود: لو أطعنا المساكين في أموالنا كنّا أسوأ حالا منهم. وأوصى بنيه فقال: لا تجاودوا الله فإنه أمجد وأجود، ولو شاء أن يوسّع على الناس كلّهم حتى لا يكون محتاج لفعل، فلا تجهدوا أنفسكم في التوسّع فتهلكوا هزلا. قال: وسمع رجلا يقول: من يعشّي الجائع؟ فقال: عليّ به، فعشاه ثم ذهب ليخرج؛ فقال: أين تريد؟؛ قال: أريد أهلي؛ قال: هيهات، عليّ ألّا تؤذي المسلمين