عَلِيمٌ
«1» ؛ فأطلع الله على قلبك بما ينوّره من إيثار الحقّ ومنابدة «2» الأهواء.
ولا حول ولا قوّة إلا بالله.
مقام رجل من الزهّاد «3» بين يدي المنصور
بينما المنصور يطوف «4» ليلا إذ سمع قائلا يقول: اللهمّ إني أشكو إليك ظهور البغي والفساد في الأرض، وما يحول بين الحقّ وأهله من الطمع.
فخرج المنصور فجلس ناحية من المسجد، وأرسل إلى الرجل يدعوه. فصلّى الرجل ركعتين واستلم الركن وأقبل مع الرسول فسلّم عليه بالخلافة، فقال المنصور: ما الذي سمعتك تذكر من ظهور البغي «5» والفساد في الأرض وما يحول بين الحقّ وأهله من الطمع؟ فوالله لقد حشوت مسامعي ما أرمضني «6» :
قال «7» : يا أمير المؤمنين، إن أمّنتني على نفسي أنبأتك بالأمور من أصولها، وإلا احتجزت منك واقتصرت على نفسي ففيها «8» لي شاغل، فقال: أنت آمن