هشام بن الغازي، قوموا فتوضّأوا وصلّوا. فإنّ قيام هذا الليل وصيام هذا النهار أيسر من شرب الصديد ومن مقطّعات الحديد؛ فالوحا الوحا ثم النجاء النجاء؛ ويقبل على صلاته.
مالك بن مغول عن رجل من جعفيّ «1» عن السديّ عن أبي أراكة قال:
صلّى عليّ الغداة ثم جلس حتى ارتفعت الشمس كأنّ عليه كآبة، ثم قال:
والله، لقد رأيت أثرا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فما أرى أحدا يشبههم، والله إن كانوا ليصبحون شعثا غبرا صفرا، بين أعينهم مثل ركب المعزى، قد باتوا يتلون كتاب الله، يراوحون بين أقدامهم وجباههم؛ إذا ذكروا الله مادوا كما يميد الشجر في يوم ريح، وانهملت أعينهم حتى تبلّ ثيابهم، وكأنهم، والله، باتوا غافلين. يريد أنهم يستقلّون ذلك.
المحاربيّ عن الإفريقيّ قال: حدّثنا أبو علقمة عن أبي هريرة قال: إنّ أهل السماء ليرون بيوت أهل الذكر تضيء لهم كما تضيء الكواكب لأهل الأرض.
يعلى بن عبيد عن محمّد بن عون عن إبراهيم بن عيسى عن عبد الله بن عيسى قال: كونوا ينا بيع العلم، مفاتيح الهدى، أحلاس «2» البيوت، جدد القلوب، خلقان الثياب، سرج الليل، تعرفوا في أهل السماء، وتخفوا في أهل الأرض.