قال: والله ولا أجمع عليكم عيّا ولؤما، من أخذ شاة من السّوق فهي له وثمنها عليّ.
وارتج على خالد بن عبد الله القسريّ فقال: إنّ هذا الكلام يجيء أحيانا ويعزب «1» أحيانا، وربما طلب فأبى وكوبر فعسا «2» ، فالتّأنّي لمجيّه، أيسر من التّعاطي لأبّيه؛ وقد يختلط من الجريء جنانه «3» ، وينقطع من الذّرب «4» لسانه، فلا يبطره ذلك ولا يكسره؛ وسأعود إن شاء الله.
وارتج على معن بن زائدة فضرب المنبر برجله ثم قال: فتى حروب لا فتى منابر.
وكان عبد ربّه اليشكريّ عاملا لعيس بن موسى على المدائن، فصعد المنبر فحمد الله وارتج عليه فسكت، ثم قال: والله إني لأكون في بيتي فتجيء على لساني ألف كلمة، فإذا قمت على أعوادكم هذه جاء الشيطان فمحاها من صدري، ولقد كنت وما في الأيّام يوم أحبّ إليّ من يوم الجمعة، فصرت وما في الأيام يوم أبغض إليّ من يوم الجمعة، وما ذلك إلّا لخطبتكم هذه.
صعد روح بن حاتم المنبر، فلما رأى جمع الناس حصر «5» ، فقال: نكّسوا