كيف أنت إلا أنت، ثم ارتأيت أن تخلق الخلق، فماذا جئت به من عجائب صنعك، والكبير والصغير من خلقك، والظاهر والباطن من ذرّك: من صنوف أفواجه وأفراده وأزواجه؟ كيف أدمجت قوائم الذّرّة والبعوضة إلى ما هو أعظم من ذلك من الأشباح التي امتزجت بالأرواح؟.
وخطب «1» يوما فسقطت جرادة على ثوبه فقال: سبحان من الجرادة من خلقه، أدمج قوائمها، وطوّقها «2» جناحها، ووشّى جلدها، وسلّطها على ما هو أعظم منها. خطبة للحجاج
خطب فقال: أيها الناس، احفظوا فروجكم، وخذوا الأنفس بضميرها، فإنها أسوك «3» شيء إذا أعطيت، وأعصى شيء إذا سئلت. وإني رأيت الصبر عن محارم الله أيسر من الصبر على عذاب الله.
خطبة «4» سليمان بن عبد الملك
خطب فقال: إنّ الدار دار غرور ومنزل باطل، تضحك باكيا وتبكي ضاحكا، وتخيف آمنا وتؤمّن خائفا، وتفقر مثريا وتثري مقترا، ميّالة غرّارة لعّابة بأهلها. عباد الله، اتّخذوا كتاب الله إماما، وارتضوا به حكما، واجعلوه لكم قائدا، فإنه ناسخ لما كان قبله ولم ينسخه كتاب بعده. اعلموا، عباد الله، أنّ هذا القرآن يجلو كيد الشيطان كما يجلو ضوء الصبح إذا تنفّس ظلام الليل إذا عسعس «5» .