خطبة «1» لعليّ بن أبي طالب رضي الله عنه
خطب فقال:
أما بعد، فإن الدنيا قد أدبرت وآذنت «2» بوداع، وإنّ الآخرة قد أقبلت فأشرفت باطّلاع، وإن المضمار «3» اليوم وغدا السّباق. ألا وإنكم في أيام أمل «4» من ورائه أجل، فمن قصّر في أيام أمله قبل حضور أجله فقد خسر عمله. ألا فاعملوا لله في الرّغبة كما تعملون له في الرّهبة «5» . ألا وإنّي لم أر كالجنة نام طالبها، ولا كالنار نام هاربها. ألا وإنه من لم ينفعه الحقّ ضرّه الباطل «6» ، ومن لم يستقم به الهدى جار به الضلال، ألا وإنكم قد أمرتم بالظّعن «7» ، ودللتم على الزاد «8» ؛ وإنّ أخوف ما أخاف عليكم اتباع الهوى وطول الأمل.
خطبة «9» عليّ عليه السلام بعد مقتل عثمان رضي الله عنه
أيها الناس، كتاب الله وسنّة نبيكم. لا يدّعي مدّع إلّا على نفسه. شغل