الله سيفتح عليكم أقصاها كما فتح أدناها.
خطبة «1» أبي بكر رضي الله عنه يوم سقيفة بني ساعدة
أراد عمر الكلام، فقال له أبو بكر: على رسلك. نحن المهاجرون أوّل الناس إسلاما، وأوسطهم دارا، وأكرمهم أحسابا، وأحسنهم وجوها، وأكثر الناس ولادة في العرب، وأمسّهم رحما برسول الله صلى الله عليه وسلم، أسلمنا قبلكم، وقدّمنا في القرآن عليكم «2» ، فأنتم إخواننا في الدّين، وشر كاؤنا في الفيء، وأنصارنا على العدوّ؛ آويتم وواسيتم، فجزاكم الله خيرا؛ نحن الأمراء، وأنتم الوزراء؛ لا تدين العرب إلا لهذا الحيّ من قريش، وأنتم محقوقون ألّا تنفسوا على إخوانكم من المهاجرين ما ساق الله إليهم.
خطبة «3» لأبي بكر رضي الله عنه
الهيثم عن مجالد عن الشّعبيّ قال: لما بويع أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه، صعد المنبر فنزل مرقاة «4» من مقعد النبيّ صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال:
إني وليت أمركم ولست بخيركم، ولكنه نزل القرآن وسنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم.
اعلموا أيها الناس أنّ أكيس الكيس التّقى، وأنّ أحمق الحمق الفجور، وأنّ أقواكم عندي الضعيف حتى آخذ له بحقّه، وأضعفكم عندي القويّ حتى آخذ منه الحقّ، إنما أنا متّبع ولست بمبتدع، فإن أحسنت فأعينوني، وإن زغت