ذمّة الله وذمّة رسوله، إلا ما كان من حق قائم بعينه لمسلم أو معاهد، والله بذلك راع وكفيل، وكفى بالله وكيلا.
وفي كتاب آخر
: إن فلانا استوهب أمير المؤمنين ذنبك، وسأله أن يقبل توبتك وإنابتك، ويؤمّنك على دمك وشعرك وبشرك وأهلك وولدك ومالك وعقاراتك، على أن تسمع وتطيع وتشايع، وتوالي أولياءه، وتعادي أعداءه؛ فأجابه أمير المؤمنين إلى ذلك، لرأيه في العفو والصفح وما يحتسب في ذلك من الثواب والأجر، فأنت آمن بأمان الله على كذا لا تؤخذ بشيء مما سلف من أحداثك، ولا تتبع فيه بمكروه ما أقمت على الوفاء ولم تحدث حدثا تفسخ به أمانك وتجعل به سبيلا على نفسك، والله لك بذلك راع كفيل؛ وكفى به شهيدا.
ألفاظ تقع في كتب العهود
أمره بتقوى الله فيما أسند إليه وجعله بسبيله، وأن يؤثر الله وطاعته آخذا ومعطيا، وأعلمه أنّ الله سائله عمّا عمل به وجاز عليه، وأنّه خارج من دنياه خروجه من بطن أمّه إمّا مغبوطا محمودا، وإمّا مذموما مسلوبا، فليعتبر بمن كان قبله من الولاة الذين ولوا مثل ما ولي، أين صار بهم مرّ الليل والنهار، وما انقلبوا به من أعمالهم إلى قبورهم! ويتزوّد لنفسه الزاد النافع الباقي: يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَها وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً
«1» .