وما شرّ الثلاثة أمّ عمرو ... بصاحبك الّذي لا تصبحينا «1»
فرجع يزيد إلى منزله وبعث إلى ابن الحنفيّة بهديّة سنيّة.
حدّثني أبو حاتم عن الأصمعي قال: حدّثني موسى بن محمد قاضي المدينة، قال: مرّ رجل بأعرابي يوقد في أصل ميل، فقال: كم على الميل؟
فقال: لست أقرأ، ولكنّ كتابه فيه؛ قال: وما كتابه؟ قال: محجن وخلقه سمط وثلاثة أطباء وحلقة مذنّبة «2» (يغني صورة خمسة) .
قال أبو اليقظان: إن عمرو بن مالك بن ضبيعة هو الذي قيل فيه:
[طويل]
لذي الحلم قبل اليوم ما تقرع العصا ... وما علّم الإنسان إلّا ليعلما
وذلك أنّ سعد بن مالك كان عند بعض الملوك «3» ، فأراد الملك أن يبعث رائدا يرتاد له منزلا ينزله، فبعث بعمرو فأبطأ عليه، فآلى الملك لئن جاء ذامّا أو حامدا ليقتلنّه؛ فلما جاء عمرو وسعد عنده، قال سعد للملك؛ أتأذن لي فأكلّمه؟ قال: إذا أقطع لسانك؛ قال: فأشير إليه؛ قال: إذا أقطع يدك؛ قال: فأومىء إليه؛ قال: أقطع حنو «4» عينك؛ قال: فأقرع له العصا؛ قال:
إقرع فأخذ العصا فضرب بها عن يمينه ثم ضرب بها عن شماله ثم هزّها بين