الكريمة والفعال الحميد بيت منه. شذّت مساعيه وإن كانت مشهورة، ودرست على مرور الأيّام وإن كانت جساما؛ ومن قيّدها بقوافي الشعر، وأوثقها بأوزانه، وأشهرها بالبيت النادر، والمثل السائر، والمعنى اللطيف، أخلدها على الدهر، وأخلصها من الجحد، ورفع عنها كيد العدوّ وغضّ عين الحسود.
وما جاء في الشعر كثير. وقد أفردت للشعراء كتابا، وللشعر بابا طويلا في كتاب العرب. وذكرت هذه النّتفة في هذا الكتاب كراهية أن أخليه من فنّ من الفنون. حسن التشبيه في الشعّر
من ذلك قول ابن الزّبير الأسديّ في الثّريّا: [طويل]
وقد لاح في الغور الثّريّا كأنّما ... به راية بيضاء تخفق للطّعن «1»
شبّه الثّريّا حين تدلّت للمغيب براية بيضاء خفقت للطعن.
ومن ذلك قول عنترة في الذّباب: [كامل]
وخلا الذّباب بها فليس بنازح ... هزجا كفعل الشارب المترنّم «2»
غردا يحكّ ذراعه بذراعه ... فعل المكبّ على الزّناد الأجذم «3»
شبّه حكّه يده بيده برجل مقطوع الكفّين يقدح النار بعودين.