قال: لا؛ قال: فمن بني هاشم؟ قال: لا؛ قال: فمن أكفائهم من العرب؟
قال: لا؛ قال: ويلي عليك! انزع ثيابه يا جلواز «1» ، فلما أرادوا نزع ثيابه قال:
أصلحك الله، إنّ إزاري مرعبل «2» ؛ قال: دعوه، فلو ترك الغريب في وقت لتركه في هذا الوقت.
ومرّ أبو علقمة ببعض الطّرق بالبصرة فهاجت به مرّة «3» فسقط ووثب عليه قوم فأقبلوا يعصرون إبهامه ويؤذّنون في أذنه، فأفلت من أيديهم وقال: ما لكم تتكأكؤون «4» عليّ كما تتكأكؤون على ذي جنّة! إفرنقعوا «5» عنّي؛ فقال رجل منهم: دعوه فإنّ شيطانه هنديّ، أما تسمعونه يتكلّم بالهنديّة؟ وقال لحجّام «6» يحجمه: أنظر ما آمرك به فاصنعه، ولا تكن كمن أمر بأمر فضيّعه، أنق غسل المحاجم واشدد قضب الملازم «7» وأرهف ظبات المشارط «8» وأسرع الوضع وعجّل النّزع، وليكن شرطك وخزا، ومصّك نهزا، ولا تكرهنّ آبيا، ولا تردّن آتيا؛ فوضع الحجّام محاجمه في جونته «9» ومضى.