نافع عن ابن عمر قال: العلم ثلاثة: كتاب ناطق؛ وسنة ماضية؛ ولا أدري. الكتب والحفظ
حدّثني إسحاق بن إبراهيم قال: حدّثني قريش بن أنس قال: سمعت الخليل بن أحمد يقول: اسلم من الوحدة، فقيل له: قد جاء في الوحدة ما جاء، فقال: ما أفسدها للجاهل!. قال بعض الشعراء في قوم يجمعون الكتب ولا يعلمون: [طويل]
زوامل «1» للأسفار لا علم عندهم ... بجيّدها إلا كعلم الأباعر
لعمرك ما يدري المطيّ إذا غدا ... بأحمالها أرواح ما في الغرائر «2»
قال يحيى بن خالد: الناس يكتبون أحسن ما يسمعون، ويحفظون أحسن ما يكتبون، ويتحدّثون بأحسن ما يحفظون. قال الشّعبيّ: لو أن رجلا حفظ ما نسيت كان عالما، ووصف رجل رجلا فقال: كان يغلط في علمه من وجوه أربعة: يسمع غير ما يقال له، ويحفظ غير ما يسمع، ويكتب غير ما يحفظ، ويحدّث بغير ما يكتب.
قيل لأبي نواس: قد بعثوا إلى أبي عبيدة والأصمعيّ ليجمع بينهما، فقال: أمّا أبو عبيدة فإن أمكنوه من شقره «3» قرأ عليهم أساطير الأوّلين؛ وأما الأصمعيّ فبلبل في قفص يطربهم بنغماته.