النساء للطّشّة والخافية والإقلات؛ قال عبد الله سألت ابن مناذر فقال: الطّشّة:
شيء يصيب الصبيان كالزّكام. والخافية: الجنّ. والإقلات قلة الولد. يريد أن المرأة إذا ولدت يموت أولادها فلا يبقى لها ولد؛ يقال: امرأة مقلات.
بلغني عن شيخ من بني نمير أنه قال: أضللت أباعر لي بالشّريف «1» فخرجت في بغائها فدأبت أياما فأمسيت عشيّة بواد موحش وقد كددت راحلتي فاختليت «2» لها من الشجر وأصبت لها من الماء ثم قيّدتها واضطجعت مغموما، فلما جرى وسن النوم في عيني إذ همس قدم قريبا منّي، فانتبهت فزعا وإذا شيخ يتنحنح وهو يقول: لا ريعة «3» عليك! ثم سلّم وجلس؛ ثم جاء آخر وآخر حتى تألّفوا أربعة فقالوا: ما بك أيها المسلم؟ فقلت: أضللت أباعر «4» لي وأنا في طلبها منذ أيام؛ فقال لي الأوّل منهم: كنّ لك ما كنّ، وقد ودّعن فبنّ، وصرن حيث صرن، فلا تتعنّينّ؛ فاجترأت على المسألة فقلت: أمن الخافية أنتم نشدتكم بإلهكم؟ قالوا: نعم وإلهنا وإلهكم واحد؛ فقلت: علّموني مما علّمكم الله شيئا أنتفع به؛ قالوا: إذا أردت حفظ مالك فاقرأ عليه: إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ
«5» إلى آخر ثلاث الآيات، وآية الكرسيّ، وإذا أمسيت في خلاء وحدك فاقرأ المعوّذتين، وإن أحببت ألّا يعبث بك ولا بأهلك وولدك عابث منّا فعليك بالديك الأبيض؛ واجعل في حجور صبيانك بريما، يعني خيطا من صوف