لسانه ثم يطلى بعسل ودهن ورد حتى يبرأ. ودواء السّلّ أن يطعم الماش «1» المقشور ويمجّ في حلقه لبن حليب ويقطع من وظيفيه عرقان ظاهران في أسفل ذلك مما يلي المفصل. ودواء القمّل أن تطلى أصول ريشه بالزّنبق «2» المخلوط بدهن البنفسج، يفعل به ذلك مرارا حتى يسقط قمله، ويكنس مكانه الذي يكون فيه كنسا نظيفا.
قالوا: والطير الذي يخرج من وكره بالليل البومة والصّدى والهامة والضّوع «3» والوطواط والخفّاش وغراب الليل. قالوا: إذا خرج فرخ الحمامة نفخ أبواه في حلقه الريح لتتسع الحوصلة من بعد التحامها وتنبثق، فإذا اتسعت زقّاه عند ذلك اللعاب ثم زقّاه سورج «4» أصول الحيطان ليدبغا به الحوصلة، ثم زقّاه بعد الحبّ.
قال المثنّى بن زهير: لم أر شيئا قطّ في رجل وامرأة إلا وقد رأيته في الحمام، رأيت حمامة لا تريد إلا ذكرها، ورأيت حمامة لا تمنع شيئا من الذكور، ورأيت حمامة لا تزيف «5» إلا بعد شدّة طلب، ورأيت حمامة تزيف للذكر ساعة يطلبها، ورأيت حمامة وهي تمكّن آخر ما تعدوه، ورأيت حمامة تقمط حمامة، ورأيت حمامة تقمط الذكر، ورأيت ذكرا يقمط الذكر، ورأيت الذكر يقمط ما لقي ولا يزاوج، ورأيت ذكرا له أنثيان يحضن مع هذه وهذه ويزقّ مع هذه وهذه.