بل اصحبنه على طبائعه ... فكلّ نفس تجري كما طبعت
وقال العباس بن مرداس «1» [متقارب]
إنك لم تك كابن الشّريد ... ولكن أبوك أبو سالم
حملت المئين وأثقالها ... على أذني قنفذ رازم «2»
وأشبهت جدّك شرّ الجدو ... د والعرق يسري إلى النائم
وقال بعض العبديين [طويل]
وما يستوي المرءان هذا ابن حرّة ... وهذا ابن أخرى ظهرها متشرّك
وأدركه خالاته فخذلته ... ألا إنّ عرق السّوء لا بدّ يدرك باب الشيء يفرط فينتقل إلى غير طبعه
قرأت في كتاب للهند: لا ينبغي اللّجاج في إسقاط الهمّة والرأي وإذالته فإنه إمّا شرس الطبع كالحية إن وطئت فلم تلسع لم يغترّ بها فيعاد لوطئها، وإما سجح «3» الطبع كالصندل «4» البارد إن أفرط في حكّه عاد حارّا مؤذيا. وقال أبو نواس [منسرح]
قل لزهير إذا حدا وشدا ... أقلل وأكثر فأنت مهذار
سخنت من شدة البرودة حت ... ى صرت عندي كأنك النار
لا يعجب السامعون من صفتي ... كذلك الثّلج بارد حار