responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عقلاء المجانين نویسنده : النيسابوري، ابن حبيب    جلد : 1  صفحه : 92
حيان بن خيثم المجنون
قال عطاء السلمي: مررت ببعض أصدقائي ظاهر البلد فناداني وسألني ان أبر قسمة وناولني سكراً وسمناً ونشاءً وقال اصلحه لي. فأمرت من أصلحه. ثم أخذته تحت كسائي أمر به إليه، إذا أنا بحيان بن خيثم المجنون فقال ما معك؟ فقلت شيء اصلحته لبعض رفقائي. فقال اكشف عنه فكشفت فقال ارفعه فان نفوسنا نفرت من أن تأكله. قلت فما تريد؟ قال فالوذج العارفين قلت وما هو؟ قال خذ قند الصفا. وسمن البها. وزعفران الرضا. وماء المراقبة. وانصب طنجير القلق. وأوقد تحتها حطب الحرق. واعقده باصطام الحياء. ونار الشوق. حتى يزيد زبد الصبر. وترغو رغوة التوكل. ثم ابسط على صحاف الأنس. ثم كله. قلت فإذا أكلته. قال تضج أوجاع القلوب إلى مداويها. وتشكو ألم الضمير إلى مبليها. وتبكي العيون عن محبة مبكيها شوقاً إلى تأنسه محبتها. ثم أنشد فقال:
فهام بحب الله في القفر سابحاً ... وحطت على سوق القدوم رواحله
نهاه النهى فارتاح للخوف باطنه ... وخاف وعيذ الله فالحق شاغله
فلما جرى في القلب ماء يقينه ... فأنبت زرعاً لم تجف سنابله
طوى دهره بالصوم حتى كأنما ... عليه يمينٌ إنه لا يزايله
فعاد بحزن قد جري في ضميره ... تنوح به أعضاؤه ومفاصله
يسرّ الفتى ما كان قدّم من تقى ... إذا عرف الداء الذي هو قاتله
قال عطاء: ومررت به يوماً وهو في المقبرة واقف على قبر يخاطبه، فقلت من تخاطب؟ قال: صاحب هذا القبر فإنه كان صديقي ورفيقي، قلت: وما قلت؟ قال أقول.
يا صاحب القبر يا من كان يأنس بي ... وكان يكثر في الدنيا موآتاتي
قلت وما جاوبك؟ قال قال:
شغلت عنك بشيءٍ لست واصفه ... من الغموم ولوعاتٍ وبرحات

نام کتاب : عقلاء المجانين نویسنده : النيسابوري، ابن حبيب    جلد : 1  صفحه : 92
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست