أما عبد الله فريج فهو يقول:
وَاِحذَر مُصاحَبَة اللَئيم فَاِنَّهُ ... كَالقَحطِ في اِفعالِ خَير مُجدب
فالكريم لا يصاحب اللئيم خوفاً من اكتساب شيء من أخلاق اللئيم، لأن الكريم يترفع عن اللؤم قال الشاعر:
إِذا المَرءُ لَم يُدنَس مِنَ اللُؤمِ عِرضُهُ ... فَكُلُّ رِداءٍ يَرتَديهِ جَميلُ
وَإِن هُوَ لَم يَحمِل عَلى النَفسِ ضَيمَها ... فَلَيسَ إِلى حُسنِ الثَناءِ سَبيلُ
إِذا سَيِّدٌ مِنّا خَلا قامَ سَيِّدٌ ... قَؤُولٌ لِما قالَ الكِرامُ فَعُولُ (2)
أما أبو العتاهية فهو يرى أن من لم ينفع الناس ولم يأمنوا أذاه فهو لئيم وذلك حيث يقول:
وان امراً لم يربح الناس نفعه ... ولم يأمنوا منه الأذى للئيم
وقال آخر:
لا تطلبن إلى لئيم حاجة ... واقعد فانك قائماً كالقاعدي (3)
والكريم يعرف الحق، واللئيم ينكره، والكريم فعاله حسنة، واللئيم فعاله سمجة منتنة، والكريم يفي بالعهد والوعد، واللئيم يغدر ويفجر ويخون قال الشاعر:
ما بال قوم لئام ليس عندهم ... عهد وليس لهم دين إذا ائتمنوا
ان يسمعوا ريبة طاروا بها فرحاً ... مني وما سمعوا من صالح دفنوا
(1) - هو في ديوان صالح بن عبد القدوس، وأورده الدميري في حياة الحيوان الكبرى من غير أن ينسبه إليه.
(2) - هذه الأبيات تنسب للسمؤال بن عدي.
(3) - عيون الاخبار لابن قتيبه ج (3) ص (135) .
نام کتاب : صيد الأفكار في الأدب والأخلاق والحكم والأمثال نویسنده : حسين بن محمد المهدي جلد : 1 صفحه : 609