responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شعر الفتوح الإسلامية في صدر الإسلام نویسنده : النعمان عبد المتعال القاضي    جلد : 1  صفحه : 271
الشعب، من الإغراب والإعجاب وما يساير نزعات السياسة والعصبية، وبعد هذا كله عن الوقائع، إلى أن أصبحت أساطير أو كادت، حتى دونت في القرن الثاني الهجري.
ومن بين هذه العوامل جميعًا نجد روح الشعب أكثر فاعلية في البعد بهذه الأحاديث عن الواقع؛ إذ إن المسلمين الذين تحققت على أيديهم المعجزة فدكوا صروح الفرس والروم بهرتهم المعجزة التي صنعوها بأيديهم، فراح وجدانهم يطلب الإعجاز في تبريرها، ويسهم بطريق غير مباشر في رواية تاريخ الفتوح، رواية تشبع مطامحه وترضي اعتزازه، كما يبدو في تصوير بلاء الفرسان الأفذاذ؛ كخالد بن الوليد، والقعقاع، والمثنى، وعمرو بن العاص، وأبي محجن الثقفي، وعمرو بن معديكرب، وغيرهم من الأبطال الذين نسبت إليهم أفعال معجزة لا تكاد تصدق. بل إن هذه الأفعال كثيرًا ما نسبت إلى المحاربين العاديين. فهذا حياص بن قيس بن الأعور القشيري، الذي قطعت رجله يوم اليرموك يقتل ألفًا من الروم وحده في هذا اليوم[1].
ولو رحنا نعدد القتلى الذين قتلهم المسلمون من الفرس والروم في الوقائع المختلفة جميعًا لربا مجموعهم على كل ما نعرف الآن من ضخامة الجيوش الحديثة.
ونحن لا نذهب مذهب الشك الخالص في هذه الروايات، وما احتوت عليه من الأخبار والأشعار والقصص، فإنها على حد زعم المتشككين مظهر للوقائع الحقيقية، تدل عليها وتصورها، وتعطينا صورة لروح الشعب في ذلك الوقت. وسنرى فيما بعد كيف لعبت هذه العوامل دورها في البعد بالروايات وأحاديث البطولة من الواقع التاريخي إلى التاريخ الأسطوري، الذي نسجه الخيال الشعبي.

[1] الإصابة ج2/ 68.
نام کتاب : شعر الفتوح الإسلامية في صدر الإسلام نویسنده : النعمان عبد المتعال القاضي    جلد : 1  صفحه : 271
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست