responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شعر الفتوح الإسلامية في صدر الإسلام نویسنده : النعمان عبد المتعال القاضي    جلد : 1  صفحه : 162
يجعلوا للقتال والنزاع لحنًا معينًا يوقعون عليه ضرباتهم، ويضعونه موضع الموسيقى في الجيوش الحديثة.
لم يفارق الشعر العرب لحظة واحدة في الفتوح، ذلك أنه كان أداة للتحميس والدفع والاستنفار، ينطلق المجاهدون على إيقاعه الهادر إلى النصر والشهادة.
وآية هذا أن الإسلام أراد أن يغير مظاهر الحياة العربية جميعها، ومنها الشعر، فحدد له قيمًا ومهمة تتفق وتعاليمه، ولم يستطع الشعر أن يواكب هذه القيم دَفْعَة واحدة، فخفت صوته إلى حين حتى كانت الفتوح الإسلامية فأذكت جذوة الشعر العربية، وأطلقت ألسنة الشعراء، وأودت بكل حرج، ووضعت أمامهم مواقف يمارسون فيها ألون الشعر التي قيدها الإسلام، وفتحت أمامهم آفاقًا واسعة، وتجارب حافلة بألوان من العواطف الجياشة والمشاعر الملتهبة.

2- شعراء قدماء:
خفت صوت الشعر، ولكنه لم يصمت تمامًا، فقد كان هناك شعراء استجابوا لدعوة الإسلام سراعًا، واستبدلوا بمفاهيم الشعر الجاهلية مفاهيم إسلامية جديدة، واستطاعوا أن يتقيدوا بمهمة الشعر التي حددتها المثل الإسلامية، وأن يكتسبوا لأنفسهم أسلوبًا أفادوه من التأثر بالقرآن الكريم، كما فعل أولئك الذين جندوا للتصدي لشعراء قريش. بينما ظلت طائفة منهم لم تسعفهم سلائقهم الشعرية بما طبعت عليه من الإلف للتقاليد الجاهلية المتأصلة بعيدة عن التأثر بهذه المثل، ومن ثم لم يتمكنوا من أن يستبدلوا بها غيرها فكان أن سكتوا عن قول الشعر، حتى كادت ينابيعه أن تغيض في وجدانهم.
وكان هناك بطبيعة الحال طائفة أخرى، اختلط فيها الماضي بالحاضر، فمزجت بين ما كانت فيه وما أقبلت عليه. وقد وجد هذان النوعان في الفتوح الإسلامية منطلقًا لهم ومتنفسًا، فشارك عدد كبير منهم فيها، واحتفظت لنا الروايات بأخبارهم وأشعارهم، دون أن تؤثر في ذلك ظروف الفتح التي طمست صورة الشعراء المغمورين، الذين لم يكن لهم شهرة بالشعر من قبل.
أما هؤلاء الذين نضجوا وذاع صيتهم وشهرتهم قبل الفتوح فلا نجدهم قد تأثروا بذلك إلا قليلًا، فشعرهم وإن كان أبياتًا مفردة أو مقطعات مبتسرة يتلقفه الرواة

نام کتاب : شعر الفتوح الإسلامية في صدر الإسلام نویسنده : النعمان عبد المتعال القاضي    جلد : 1  صفحه : 162
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست