من جنده بين قتيل وغريق وجريح، وفر ألفان بينما ترك المثنى في ثلاثة آلاف[1] انسحب بهم إلى أليس، وبعث يستمد عمر، ولم يكتب بهذا، فبعث فيمن يليه من قبائل العرب؛ حيث توافى إليه جمع عظيم من نصارى بني النمر.
وأخذ عمر يندب الناس، ويلقى في ذلك حرجًا وقسوة، وقد كان وجه فارس من أشد الوجوه عليهم وأكرهه لهم[2]، وزاده يوم الجسر جهامة وقسوة. وتمكن من استصلاح جرير بن عبد الله البجلي في قومه، بعد أن جمعهم من القبائل وأراد بهم الشام[3]، ورأى الناس ما صنع بنو بجيلة فحذوا حذوهم، وكان فُرَّار الجسر في مقدمتهم، ثم تابعهم بنو الأزد وعليهم عرفجة بن هرثمة البارقي وبنو كنانة وعليهم غالب بن عبد الله، وكانوا جميعًا سبعمائة[4]، ثم تبعهم نفر من الرباب أمر عليهم هلال بن علفة التميمي[5]، وتحمل قوم كثيرون من مختلف القبائل في نسائهم وأبنائهم، منهم ابن المثنى الجشمي في قوم من بني سعد، وعبد الله بن ذي السهمين في أناس من خثعم، وربعي بن عامر وابنه شبث في أناس من بني حنظلة، ويقوم من بني ضبة عليهم ابن الهوبر والمنذر بن حسان، وبأناس من عبد القيس عليهم قرط بن جماح العبدي[6]، وبعث إليه بأنس بن هلال في أناس من النمر، وبعبد الله بن كليب بن خالد في أناس من تغلب[7]، وحقق المثنى بهذه الأمداد انتصارات محققة في البويب. وكتب عمر إلى المثنى -بعد أن ثار السواد- بألا يدع في ربيعة ولا مضر ولا حلفائهم أحدًا من أهل النجدات ولا فارسًا إلا جلبه، فإن جاء طائعًا وإلا حشره[8]. وكتب إلى عماله على الكور والقبائل بألا يدعوا أحدًا له سلاح أو فرس أو رأي إلا انتخبوه. فأتته القبائل القريبة من مكة والمدينة، ووافى المثنى من كان قريبًا منه[9]. [1] الطبري 1/ 4/ 2180. [2] الطبري 1/ 4/ 2159. [3] الطبري 1/ 4/ 2183. [4] الطبري 1/ 4/ 2188. [5] نفس المرجع. [6] الطبري 1/ 4/ 2188، 2189. [7] الطبري 1/ 4/ 2190. [8] الطبري 1/ 4/ 2210. [9] الطبري 1/ 4/ 2211.