responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح ديوان المتنبي نویسنده : الواحدي    جلد : 1  صفحه : 24
قال ابن جنى قولن لدنّه فيه قبح وبشاعة لأن النون إنما تشدد إذا كانت بعدها نونٌ نحو لدنّي ولدُنّا وإذا لم يكن بعدها نون فهي خفيفة كقوله تعالى من لدنهُ وكقوله تعالى من لدنْ حكيمٍ خبيرٍ وأقربُ ما ينصرف إليه هذا إن يقال أنه شبه بعض الضمير ببعضٍ ضرورةً وإن لم يكن في الهاء ما في النون من وجوب الإدغام كما قالوا يعدُ فحذفوا الواور لوقوعها بين ياء وكسرة ثم قالوا أعدُ ونَعِدُ وتعدُ فحذفوا الفاء ايضا وإن لم يكن ما يوجبه قال ويجوزأنيكون ثقلَ النون كما قالوا في القطن القُطنَّ وفي الجبن الجبُنَّ ثمّ روى يتصلن بجوده واتصال ارحام الشعر يحتمل وجين احدهما أنه يقبل الشعر ويثيبُ عليه فيحصل بينه وبين الشعر صلةٌ كصلة الرحم والوجه الآخر إنه يمدح باشعار كثيرة تجتمع عنده فيتصل بعضها ببعض كاتصال الأرحام وكذلك تقطع أرحام الأموال فيه وجهان أحدهما انقطاعها منه بتفريق المال فيصير كأنه قد قطعَ ارحامها والآخر أنها لا تجتمع عنده كما قال " وكلَّما لَقِيَ الدينارُ صاحبهُ " البيت وقولهلا تنى معناه لا تزال من النوى وهو الضعف فوضعه موضع لا تزال لانها إذا لم تفتر عن التقطع يكون بمعنى لا تزال تتقطع

فتًى ألفُ جزءٍ رأيُهُ في زمانِهِ ... أقل جزٍى بعضه الرأيُ أجمعُ
ترتيب الكلام فتى رأيه في زمانه ألف جزءٍ أقل جزىّ من هذه الأجزاءِ الألف بعضه أي بعض أقل جزى من رأيه من رأيه الرأيُ الذي في أيدي الناس كله فألف جزء مرفوعٌ لأنه خبر مبتداءِ قدم عليه وهو قوله رأيه وأقل مرفوعٌ بالابتداء وبعضه مبتدأٌ ثانٍ وهو مضاف إلى ضمير المبتدأ الأول والرأي خبرٌ عن المبتدأ الثاني وأجمع توكيدٌ للرأي وهذا كما يقال زيد أبوه قائمٌ

غمامٌ علينا ممطرٌ ليس يقشع ... ولا البرق فيه خلباً حين يلمعُ
الممطر مثل الماطر يقال مطرت السحابة وامطرت وليس يقشع أي ليس يتفرق ولا يذهب يقال اقشعت السحابة وانقشعت وتقشّعت إذا تفرّقت والبرق الخلّب المخلف

إذا عَرَضتْ حاجٌ إليه فنفسهُ ... إلى نفسهِ فيها شفيعٌ مشفعُ
الحاج جمع حاجة ويقال أيضا في جمعها حاجات وحوجق والمشفع الذي تقضي الحاجة بشفاعته يقال إذا سئل حاجةً شفعت نفسه إلى نفسه في قضائها وحسبك أن يكون المسؤول شفيعا لى نفسه ومثله قول الخريمي، شفعتْ مكارمُهُ لهم فكفتهم، جهد السؤال ولطفَ قولِ المادحِ ومثله لأبي تمام، طوى شيماً كانت تروح وتغتدي، وسائل من أعيت عليه وسائله،

خبت نارُ حربٍ لم تهجها بنانهُ ... وأسمر عريانٌ من القشر أصلعُ
خبت النار إذا سكن لهيبها ومن الأسمر إلى آخر البيت من صفة القلم وجعله اصلع للينه وملاسته كالرأس الأصلع يقول كلّ نار حربٍ أوقدت بغير قلمه وأنامله فإنه منطفئة لا تطول مدّتها يعني أن الحرب التي اوقدها هو لا تنطفىء لقوة عزمه وشدّة نفسه

نحيفُ الشوى يعدو على أمِّ رأسهِ ... ويحفى ويقوى عدوهُ حين يقطعُ
يقول هذا القلم دقيق الاطراف يريد دقة خلقته يعدو على وسط رأسه ويحفى أي يكلّ عن المشي فيقوى عدوه إذا قطع وقطّ

يمجُّ ظلاما في نهارٍ لسانُهُ ... ويفهمُ عمن قال ما ليس يسمعُ
يريد بالظلام وبالنهار القرطاس وبلسانه طرفه المحدد يقول يفهم المكتوب إليه ما لم يسمعه منه وإن شئت يفهم القلم عن الكاتب ما ليس يسمعه الكاتب وهذا من قول الطائيّ، أخذُّ اللفظ ينطقُ عن سواهُ، فيفهمُ وهوَ ليس بذي سماعِ،

ذبابْ حُسامٍ منه أنجى ضريبةً ... وأعصى لمولاه وذا منه أطوعُ
ذباب السيف طرفه المحدد والضريبة اسم للمضروب كالرمية اسم للمرمى يفضل القلم على السيف يقول المضروب بالسيف قد ينجو لأنه ينبو عنه ويعصى صاحبه الضاربَ به لأنه قد لا يقطع ومضروب القلم هو المكتوب بقتله لا ينجو والقلم اطوع من السيف لأنه لا ينبو عن مراد الكاتب

بكفِّ جوادٍ لو حكتها سحابةٌ ... لما فاتها في الشرق والغرب موضعُ
يقول هذا القلم الموصوف يجري بكفّ جواد لو كانت السحابة مثل كفّه في عموم النفع لعمت المشرق والمغرب بالمطر

فصيحٌ متى ينطق تجد كل لفظةٍ ... أصول البراعاتِ التي تتفرَّعُ
يعني أن كل لفظة من ألفاظه أصل من أصول البراعات وهي الكمال في الفصاحة والناس يبنون كلامهم عليها ويرجعون في استعمال الفصاحة إليها

نام کتاب : شرح ديوان المتنبي نویسنده : الواحدي    جلد : 1  صفحه : 24
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست