responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح ديوان المتنبي نویسنده : الواحدي    جلد : 1  صفحه : 225
هذا استفهام تحقير وتصغير ولذلك استفهم بلفظ ما يقول هؤلاء الأعداء الذين يميلون عن الصدق إلى الكذب والحاسدون ما هم وما قولهم أي لا تأثير لعداوتهم وحسدهم فيك ولا لما يلفقونه من الأقوال أو يضربون لك من الفال بالنحوسة عند تقويض الخيمة وما أثلوا معناه وما أصلوا من الكلام وجعلوه أصلا لكذبهم ويقال قولتني ما لم أقل أي نسبته إليّ ومعناه أنهم يحكون أقوالا كاذبةً ويفشونها فيما بين الناس وقال ابن جنى قولوا أي كرروا القول وخاضوا فيه.

هم يطلبون فمن أدركوا ... وهم يكذبون فمن يقبل
أي هم يطلبون رتبتك فمن الذين أدركوا منهم شأوك ووجه آخر هم يطلبون بكيدهم فمن الذي أدركوه حتى يطمعوا فيك.

وهم يتمنون ما يشتهون ... ومن دونه جدك المقبلُ
يتمنون أن يغلبوك ويهلكوك ولكن إقبالك وسعادة جدك تحول دونهم ودون ما يشتهون

وملمومةٌ زرد ثوبها ... ولكنه بالقنا مخملُ
طف الملمومة على الجد يريد كتيبة مجموعة قد اتخذوا الدروع ثوبا لهم والزرد حلق الدروع وجعل رماحهم كالخمل لذلك الثوب وهو ما تدلىَّ من الثياب المخملة أن جيشك يمنعهم عن الوصول إلى ما يشتهون.

يفاجىء جيشا بها حينهُ ... وينذر جيشا بها القسطلُ
يفاجىء الحين بهذه الملمومة جيشا يقصده وغبارها ينذر جيشا آخر والمعنى أنه يسري تارةً ليلا فيباكر جيشا لم يشعر به فيهلكهم وتارةً يسير نهارا فيثير قسطلا فينذر جيشا يرون ذلك الغبار فيهربون.

جعلتك بالقلب لي عدةً ... لأنك باليد ولا تجعل
أتخذتك عدةً لي بقلبي وعزمي أي اعتقدت فيك أنك عدة لي فيما احتاج غليه لأنك لست من العدد التي تعد باليد كالسيوف والأسلحة ويجوز أن يريد لست من العدد التي تعمل باليد أي لا تتصرف فيك الجوارح وإنما تنال بالفكر والاعتقاد.

لقد رفع الله من دولةٍ ... لها منك يا سيفها منصلُ
يقول دولة أنت سيفها مرفوعةً هي برفع الله إياها إذ جعلك سيفها يعني دولة الخليفة.

فإن طبعت قبلك المرهفات ... فإنك من قبلها المقصلُ
المرهفات السيوف التي أرهفت أي رقق حدها والمقصل القاطع قال ابن جنى معنى البيت إنك لإفراط قطعك وظهوره على قطع جميع السيوف كأنك أنت أول ما قطع إذ لم ير قبلك مثلك هذا كلامه وقال غيره يريد أن قطعها بسببك ولولا قطعك ما قطع وكلا القولين ضعيف والذي أراده المتنبي أن السيوف وإن سبقتك بأن طبعت قبلك فإنك سبقتها بالقطع لأنك تقطع بعقلك ورأيك وحكمك من لا تقطعه السيوف.

وإن جاد قبلك قوم مضوا ... فإنك في الكرم الأولُ
يقول إن كان الكرام الأولون جادوا فإنك زدت عليهم وأبدعت بالكرم ما سبقتهم إليه فكنت أولا في الكرم.

وكيف تقصر في غايةٍ ... وأمك من ليثها مشبلُ
يقول كيف تقع دون غايةٍ تطلبها وأمك مشبل بك من أبيك الذي هو ليثٌ يعني ولدت بك شبلا فهي مشبل ومن روى من ليثها فمن عبارة عن الأم وهو خبر الابتداء وما بعده صلةٌ له والمشبل على هذا هو الليث وهو الأب وروى ابن دوست عن غابةٍ بالباء وهو تصحيف ولا يقال قصر عن الغابة إنما بقار قصر عن الغاية إذا لم يبلغها.

وقد ولدتك فقال الورى ... ألم تكن الشمس ولا تنجلُ
يقول لما ولدتك أمك كنت شمسا في رفعة المحل ونباهة الذكر فقال الناس ألم تكن الشمس لا تولد وكيف ولدت هذه المرأة شمسا ومن روى لا تنجل جعل أمه الشمس والمعنى فقالوا ولدت الشمس وهي لا تلد جعل الممدوح لعلو قدره كأنه نجل الشمس والأول أجود وأمدح.

فتبا لدين عبيد النجومِ ... ومن يدعى أنها تعقلُ
يقول ضلالا وخسارا للذين يعبدون النجوم ويدعون أنها عاقلة.

وقد عرفتك فما بالها ... تراك تراها ولا تنزلُ
أي عرفتك النجوم على زغم من يدعى أنها عاقلة فلم لا تنزل إليك لتخدمك وهي تراك تنظر إليها والمعنى أنها لا تعقل ولو عقلت لنزلت إليك.

ولو بتما عند قدريكما ... لبت وأعلاكما الأسفلُ

أنلت عبادك ما أملوا ... أنالك ربك ما تأملُ

نام کتاب : شرح ديوان المتنبي نویسنده : الواحدي    جلد : 1  صفحه : 225
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست