نام کتاب : شرح ديوان الحماسة نویسنده : المرزوقي جلد : 1 صفحه : 916
ضربتها الريح غنت. وهذا كما قال الآخر:
للثرى تحتها سبات وللما ... ء خرير وللغصون غناء
والأجرع من الأماكن: السهل المختلط بالرمل. والغيناء، هي العظيمة الواسعة، من قولهم غان عليه كذا إذا ستر، وبه سمى السحاب الغين. وإنما قال: الذي به البان، لأنه كان منبته. وهل حيا أطلاله تحية المتقرب إليها، والقاضي لوازمها، وهل قام في أظلال البان بها مقام الضرير البائس، والكسير الرزاح، تذللاً لها، وتلؤماً بها؛ وهل ذلك كله عن اختيار وقصد أو كما اتفق. ثم قال: ليهنك إمساكي، كأنه لما وقف على الدار وتذكر العهود فتصور له ما كان درس من آيات هواه، وتجدد ما أخلق منها، خشي على كبده التصدع فأمسك بكفه على حشاه، تثبيتاً لها وتقوية، وبكى فترقرق الدمع في عينيه ثم سال. فقال: هناك الله ذلك كله مني. وانتصب رهبة لأنه مفعول له. وهذا من باب التجلد في الهوى. والزيال: مصدر زايل. وفي هذه الطريقة قول الآخر:
يرفع يمناه إلى ربه ... يدعو وفوق الكبد اليسرى
وقال آخر:
تمتع بها ما ساعفتك ولا تكن ... عليك شجى في الصدر حين تبين
وإن هي أعطتك الليان فإنها ... لغيرك من خلانها ستلين
وإن حلفت لا ينقض النأي عهدها ... فليس لمخضوب البنان يمين
يصف النساء وأخلاقهن في الانقياد والتأبى إذا روودن، واستمالهن الوفاء من بعد غدرهن، ويوصي باستبقاء المقاربة معهن، وترك تدقيق محاسبتهن، والرضا بالميسور من مصافاتهن، فيقول: عليك في الاستمتاع بهن مدة انقيادهن لك، وإسعافهن بالمراد من جهتهن، لا يشجونك تنكرهن لك، وبينونتهن إذا عدلن عنك، وأعلم أن الواحدة منهن إذ لانت لك فهي بعرض أن تلين لغيرك، فلا تعتمد عليهن
نام کتاب : شرح ديوان الحماسة نویسنده : المرزوقي جلد : 1 صفحه : 916