نام کتاب : شرح ديوان الحماسة نویسنده : المرزوقي جلد : 1 صفحه : 913
ضعائف يقتلن الرجال بلا دم ... فيا عجبا للقاتلات الضعائف
وللعين ملهى في التلاد ولم يقد ... هوى النفس شيء كاقتياد الطرائف
قوله: مرمى الصيد، موضعه نصب على الظرف، أي تعرضن لنا وبيننا وبينهن غلوة سهم، فعل المتعرض للصيد إذا أراد رميه. ويراد بالصيد المصيد، كما يراد بالخلق المخلوق. وقوله: ثم رميننا من النبل، يريد: ثم نظرن إلينا وعرضن محاسنهن علينا، وتلك نبالهن التي لا تخف فتعدل، ولا تخطف فتقصر. والخاطف من السهام: الذي يقع على الأرض ثم يحبو إلى الهدف كأنه يخطف من الأرض شيئاً. والطائش: الخفيف الذي لا يستقيم؛ ومنه الطيش والطياش، كأنه يرى لخفته عادلاً عن سواء السبيل. ومفعول رميننا الثاني محذوف كأنه قال: رميننا لا بالطائشات، ولكن بالصائبات الناقرات. والناقر: الذي ينقر الهدف.
وقوله ضعائف يقتلن الرجال بلا دم، يريد بلا ترة وذحل. والضعف الذي أشار إليه يريد في الخلقة والخلق، أي يقتلن الرجال وإن ضعفن عن جذابهم كيداً وفعلاً. ثم قال: يا عجباً لمن يقتل القوى على ضعفه. ويا عجباً يجوز أن يكون على طريق الندبة، ويكون منادى مفرداً ألحق به الألف ليمتد به الصوت، ويدل على فرط الشكو. ويجوز أن يكون منادى مضافاً ففر من الكسرة وبعدها ياء فانقلبت ألفاً. واللام من قوله للقاتلات هي التي تفسر بأنها لام العلة، كأنه علل تعجبه بقوله للقاتلات، فارتفع ضعائف على أنه خبر مبتدأ محذوف.
وقوله وللعين ملهى في التلاد، يريد أن للعين لهواً وراحة إذا نظرت في التلاد الرائق المعجب - والتلاد: ما قدم ملكه - ولم يجذب هوى النفس شيء كما يجذبه الطرائف، وهي المستحدثات، وهذا كما يقال: لكل جديدة لذة، وما أشبهه. وقاد واقتاد بمعنى واحد، والملهى كما يجوز أن يراد به الحدث، وهو اللهو، يجوز أن يراد به موضع الحدث ووقته.
وقال آخر:
لئن كان يهدي برد أنيابها العلى ... لأفقر مني إنني لفقير
نام کتاب : شرح ديوان الحماسة نویسنده : المرزوقي جلد : 1 صفحه : 913