نام کتاب : شرح ديوان الحماسة نویسنده : المرزوقي جلد : 1 صفحه : 775
وقولها (أعلل نفسي بالمرجم غيبة) تريد: أزجى وقتي وأرضي نفسي بظن مرجوم وأمل مرجو، وحديث مؤلف، وتمن مزخرف فيما لا حقيقة يعتمد عليها، ولا أمارة يتأكد الطمع فيها. ويقال: رجم الرجل بالغيب، إذا تكلم بما لا يعلم.
وقولها (وكاذبتها حتى أبان كذابها) أي استعلمت ملفق الأحاديث ومموه الأباطيل معها، إلى أن برح الخفاء، وانكشف عن جلية الأمر الغطاء، وتعلى رغوة الكذب عن مصدوقة الخبر. والمكاذبة تكون من اثنين، كأنه كان يكذب نفسه فتقتربهوتزيد عليه.
فلهفي عليك ابن الأشد لبهمة ... أفز الكماة طعنها وضرابها
متى يدعه الداعي إليه فإنه ... سميع إذا الآذان صم جوانبها
هو الابيض الوضاح لو رميت به ... ضواح من الريان زالت هضابها
تتلهف على مافات عشيرتهمنه من حسن الدفاع، والثبات في وجه الشجاع الذي لا بدري كيف يدفع، وأنى يؤتى ويقدع، وقد طرد الشجعان وطرقهم ذعراً، شدة مطاعنته، وقوة مضاربته. وقال الخليل: أفزه: أفزعه. واستفزوه: أخرجوه من داره وخدعوه حتى ألقوه في الجهل. وفي القرآن: وإن كادور ليستفزوانك من الأرض ليخرجوك منها. والبهمة تقع على الواحد والجماعة، وهاهنا هي للواحد، بدلالة قولها (متى يدعه الداعي إليه) فلم تقل إليهم، فأما قولها (طعنها وضرابها) فالضمير جاء فيه على لفظ البهمة.
ومعنى (متى يدعه الداعي إليه) ، أنه إذا الداعي لمارزة هذه البهمة ومنازلته، فإنه كان يسمع ويجيب، في وقت تستك فيه المسامع لشدة الأمر، وإلباس الخوف. وجعل الصمم للجواب مجازاً، وإنما تصم الآذان عن السماع فينقطع الجواب.
وقولها (هو الابيض الوضاح) تريد خلوص النسب وزكاء المنصب، واشتهار الذكر في الأفق. وقولها (لورميت به ضواح) تريد نفاذه وحسن خروجه مما يدخل فيه وشدة صدمته للأمور، ولجاجه في إبرامها. فيقول: لو رميت بوارز هذا الجبل به لزعزعها، وهد جوانبها.
نام کتاب : شرح ديوان الحماسة نویسنده : المرزوقي جلد : 1 صفحه : 775