نام کتاب : شرح ديوان الحماسة نویسنده : المرزوقي جلد : 1 صفحه : 746
فمعنى أن تلقاه، هو الفتى لأن تلقاه في الحي، ووقت تلقاه في الحي. وقوله (أو يرى سوى الحي) أيفي مكان آخر وفي قوم آخرين. بدلا من الحي. لأنك اذا قلت: عندي رجل سوى زيد، معناه: عندي رجل مكان زيد، وبدلاً من زيد.
وقوله (أو ضم الرجال المشاهد) معناه وهو الفتى اذا حصلت وفود القبائل وألسنتهم ورؤساؤهم في مجامع الملوك الأعاظم، ومشاهد السادة الأكابر. وقوله (أو ضم) محمول على المعنى. يريد: وهو الفتى لأن ضم الرجال. والقسمة بما رتبه قد استوفت الأحوال كلها.
اذا نازع القوم الأحاديث لم يكن ... عييا وعبئاً على من يقاعد
طويل بحاد السيف يصبح بطنه ... خميصاً وجاديه على الزاد حامد
وصفه بالبراعة وتمام الآلة، وأنه سهل الخلق، سهل الجانب، يباسط منازعه في الأحاديث ويطاوله، لاعى يقصر حديثه، ولا كبر ينفر قعيده، فهو طيب المجلس، خفيف الملتزم، واذا تاملت خلقته كان حسن القوام، تام الجسم، طويل حمائل السيف. هذا في الحي ما أقام، وفي السفر تراه يؤثر غيره بالزاد، فبطنه خميص، ومجتديه والمعول عليه حامد له شكور. وأبلغ من قوله (طويل نجاد السيف) قول مسلم:
يطول مع الرمح الرديني قامة ... ويقصر عنه طول كل مجاد
وقال ابن عمار الأسدي يرثي ابنه
ظللت بجسر سابور مقيماً ... يؤرقني أنينك يا معين
وناموا عنك واستيقظت حتى ... دعاك الموت وانقطع الأنين
أصل الظلول العكث في النهار، ولكنه يتوسع فيه فيجعل للأوقات كلها. على ذلك قوله تعالى: (واذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً) وذلك لايختص بالنهاردون الليل. وهذا الكلام اقتصاص حاله معه في تمريضه، وتوليه منه ما تفرد به، وفيه التشكي مما قاساه وتجرع الغصص عنه، فيقول: بقيت
نام کتاب : شرح ديوان الحماسة نویسنده : المرزوقي جلد : 1 صفحه : 746