نام کتاب : شرح ديوان الحماسة نویسنده : المرزوقي جلد : 1 صفحه : 743
وزاد الآخر عليهم فقال:
ولنا قناة من رديئة صدة ... زوراء حاملها كذلك أزور
وقال الجعدي
ألم تعلمي أني رزئت محارباً ... فما لك منه اليوم شيء ولا ليا
ومن قبله ما قد رزئت بوحوح ... وكان ابن أمي والخليل المصافيا
يخاطب صاحبته أم محارب، ومحارب ابنه. وقوله (ألم تعلمي) ظاهره تقرير، وإنما هو تحسر وتوجع. لذلك قال: (فما لك منه اليوم شيء ولا ليا) أي قد فجعنا به فأصبحنا خلوا من الاستمتاع بحياته، والانتفاع بمكانه، ثم ذكرأنه قد فجع قبله بأخيه أيضاً وكان نسيباً قريباً وصديقاً مصافياً حبيباً.
فتى كملت خيراته غير أنه ... جواد فما يبقي من المال باقيا
فتىتم فيه ما يسر صديقه ... على أن فيه ما يسوء الأعاديا
قوله " فتى كملت خيراته " يجوز أن يكون في موضع رفع على أنه خبر مبتدأ محذوف، كأنه قال: هو فتى. وقوله " غير أنه جواد " استثناء منقطع، وقد تقدم الكلام في مثله، وأن من كان عيبه والمستثنى من خصاله المحمودة ما يذكر بعد غير فناهيك به رجلاً كاملا. وقوله " فتى تم فيه ما يسر صديقه " مثله، وقد تقدم في مواضع وشرحناه.
وقال رجل من بني هلال يرثي ابن عم له
أبعد الذي بالنعف من آل ماعز ... يرجى بمران القرى ابن سبيل
لقد كان للسارين أى ممرس ... وقد كان للغادين أي مقيل
بني المحصنات الغر من آل مالك ... يربين أولاداً لخير خليل
يقول على وجه الانكار: أيرحى ابن السبيل القرى بمران بعد المدفون بالنعف من آل ماعز. أي لايكون ذلك، لأن من كان يشمل خيره ويرتجى النزول مكرماً
نام کتاب : شرح ديوان الحماسة نویسنده : المرزوقي جلد : 1 صفحه : 743