نام کتاب : شرح ديوان الحماسة نویسنده : المرزوقي جلد : 1 صفحه : 683
وإنما قالت ربما لأن الحالة التي أشارت إليها بقولها المغيظ المحنق يقل فيها المن، ورب للقليل. وقولها والنضر أقرب من أصبت وسيلة تذكير منها بما يجمع النبي صلى الله عليه وعلى آله وإياه من القربى والقرابة. وإنما يدل بذلك على وجه الاستحقاق للصفح عن الخيانة، لما يدل به من الأسباب المتواشجة، والأرحام المتشابكة. وقولها وأحقهم إن كان عتق يعتق أرادت: وأحقهم بأن يعتق إن كان عتق، أي إن وقع عتق، فحذف الباء، وحروف الجر مع أن تلغى كثيراً، ثم حذف أن ورفع الفعل، فهو كقوله:
ألا أيهذا الزاجرى أحضر الوغى ... وأن أشهد اللذات هل أنت مخلدي
يدل على أن من أحضر محذوف أنه عطف عليه بأن فقال: وأن أشهد اللذات. وجواب الشرط، وهو إن كان عتق، ما يدل عليه وأحقهم وأقرب من أصبت. وكان هذه كان التامة فلهذا استغنت عن الخبر. والمعنى: والنضر أقرب الأسراء الذين أسرتهم إليك، وأحقهم بالعتق إن وقع فكاك وعتق.
وقال النابغة الجعدي
فتى كان يدنيه الغنى من صديقه ... إذا ما هو استغنى ويبعده الفقر
هذا مثل قول الهذلي:
أبو مالك قاصر فقره ... على نفسه ومشيع غناء
وأحسن منهما قول الآخر:
إذا افتقروا عضوا على الفقر حسبة ... وإن أيسروا عادوا سراعاً إلى الفقر
نام کتاب : شرح ديوان الحماسة نویسنده : المرزوقي جلد : 1 صفحه : 683