نام کتاب : شرح ديوان الحماسة نویسنده : المرزوقي جلد : 1 صفحه : 665
التحصيل والكشف، وهل يكون الإنسان فيما اعتيد وعرف من أحوال الأزمان مبتلىً بأسباب الخيبة من الشيء، ومتردداً معها بين علائق الطمع فيه. والمقيل الموضع من قلت. وفي القرآن: " أصحاب الجنة يومئذ خيرٌ مستقراً وأحسن مقيلاً ".
وقوله غدت والثرى أولى بها من وليها تحسر، فيقول: ابتكرت وهي في ملكة التراب دون ملكة وليها، فالثرى صار أولى بها. والانتقال من بين الأحياء إلى الأموات أحق وأوجب في أمرها. وقوله إلى منزل ناءٍ لعينك دان مثل قول الآخر:
..... أما جوارهم ... فدانٍ وأما الملتقى فبعيد
وقد ألم قوله غدت والثرى أولى بها بقول الآخر:
صلى الإله عليك من مفقودةٍ ... إذ لا يلائمك المكان البلقع
وقوله فلا وجد حتى تنزف العين ماءها يريد به: لا وجد يعتد به إذا ذكر الهلع على مثله حتى تستنفد العين دمعها، لاتصال البكاء بها، وحتى تستمر الأحشاء في خفقان القلب فتذل له وتصبر عليه، حتى يصير عادةً وسجيةً ويقال: عرف فلانٌ لكذا واعترف له، إذا صبر فيه واعتاده. على ذلك قوله:
على عارفاتٍ للقاء عوابسٍ
ويقال نزفت البئر وأنزفتها جميعاً، قال العجاج:
وأنزف العبرة من لاقى العبر
وفي المثل أجبن " من المنزوف قرطاً ".
نام کتاب : شرح ديوان الحماسة نویسنده : المرزوقي جلد : 1 صفحه : 665