نام کتاب : شرح ديوان الحماسة نویسنده : المرزوقي جلد : 1 صفحه : 658
بالنتاج، ومعاقد الإشفاق تتوثق بالولاد، فبهذا انفصلت الأبوة عن الأمومة، وضعفت الأسباب إلا عن الرضاع والحضانة.
وقوله وما الرئمان إلا بالنتاج فيه بعض ما في المثل السائر، وهو ابنك من دمي عقبيك. يريد من قمت عنه وقد ولدته. وفي المثل الآخر: ابنك ابن بوحك أي الناشئ في باحة دارك. والباحة: عرصة الدار، وجمعها بوح. والرئمان: العطف، يقال رئمته أرأمه رأماً ورئماناً، ثم يسمى الولد رأماً، وهو المرءوم. قال أبو ذؤيب:
كعوذ المعطف أحزي لها ... بمصدرة الماء رأمٌ رذي
وقالت أم الصريح الكندية
هوت أمهم ماذا بهم يوم صرعوا ... بجيشان من أسباب مجدٍ تصرما
أبوا أن يفروا والقنا في نحورهم ... ولم يرتقوا من خشية الموت سلما
ولو أنهم فروا لكانوا أعزةً ... ولكن رأون اصبراً على الموت أكرما
قوله هوت أمهم أي هلكت. والمهواة والهوة والهاوية والأهوية والهواءة على فعالةٍ بمعنىً، وهو ما بين أعلى الجبل أو البئر إلى المستقر. وفي القرآن: " فأمه هاويةٌ "، قيل هي اسمٌ لجهنم، أي هي مأواهم كما تؤوى الأم الولد، وقيل هي من هوت أمهم، وهذه اللفظة تستعمل عند الداهية يشرف عليها الإنسان أو يقع فيها، وفيها معنى للتعجب والاستفهام. على ذلك قوله:
هوت أمه ما يبعث الصبح غاديا ... وماذا يؤدي الليل حين يؤوب
نام کتاب : شرح ديوان الحماسة نویسنده : المرزوقي جلد : 1 صفحه : 658