نام کتاب : شرح ديوان الحماسة نویسنده : المرزوقي جلد : 1 صفحه : 642
بحياتك حقبةً - وقال الخليل: الحقبة زمانٌ من الدهر لا وقت له، والجميع الأحقاب والحِقبُ والحقبُ مثله - فحجز بيني وبين مرادي القدر الذي لا يملك معه إلا الاستسلام له.
وقوله: ألا ليمت من شاء بعدك مثل قول الآخر:
فآليت لا آسى على إثر هالكٍ
وقول الآخر:
أمنا على كل الرزايا من الجزع
وقالت فاطمة بنت الأحجم الخزاعية
يا عين بكى عند كل صباح ... جودى بأربعةٍ على الجراح
قوله بكى يجوز أن يريد به أكثري البكاء، ويجوز أن يريد كرري البكاء، لأن تضعيف العين إذا لم يكن للتعدية مثل كرم - لأنه كأكرم لا فرق بينهما، يكون للتكثير أو التكرير، وذلك كقولك ضرب وقتل. وإنما قال عند كل صباح لأنه يريد اجعلي مبدأ نهارك لذلك، أو لأنه يريد كان وقت نكايته في الأعداء، وشن الغارات على المنابذين، فاجعلي بإزاء فعله حينئذٍ البكاء عليه الساعة. وقوله جودى بأربعة أراد بالأربعة قبائل الرأس. والدمع يخرج من الشؤون. فأراد: جودي بدمعك كله. ولا تدخري منه شيئاً. وقوله يا عين حذف الياء لوقوعها موقع ما يحذف في النداء وهو التنوين، ولأن الكسرة تدل عليه. وباب النداء باب حذف ٍوإيجاز.
قد كنت لي جبلاً ألوذ بظله ... فتركتني أضحى بأجرد ضاح
أقبل يخاطب المرثي على عادتهم في الانتقال عن الإخبار إلى الخطاب، وعن الخطاب إلى الإخبار، تفنناً واقتداراً. فيقول: كنت لي جبل عزٍ، آوى إليك في
نام کتاب : شرح ديوان الحماسة نویسنده : المرزوقي جلد : 1 صفحه : 642