نام کتاب : شرح ديوان الحماسة نویسنده : المرزوقي جلد : 1 صفحه : 599
استضعفوا لمن آمن منهم " ومعنى أشدهم كلباً أشدهم تأثيراً ونكايةً في الأعداء. ومن كلام الحسن: " إن الدنيا لما فتحت على أهلها كلبوا عليها أشد الكلب "، أي حرصوا أشد الحرص. ويقال: دهرٌ كلبٌ، أي ملحٌ على أهله بما يسوؤهم. وقولهم كلبٌ كلبٌ يأكل لحوم الناس فيأخذه منه شبه جنون. وقوله وأعزهم فقداً على الأصحاب يريد وأشدهم، ومنه استعز اللحم، إذا صلب؛ ويعز علي أن أرى كذا، أي حق واشتد. ويقولون: أتحبني؟ فيقال: لعز ما، أي لحق ما.
وقال الحريث بن زيد الخيل
ألا بكر الناعي بأوس بن خالدٍ ... أخي الشتوة الغبراء والزمن المحل
فإن تقتلوا بالغدر أوساً فإنني ... تركت أبا سفيان ملتزم الرجل
أبو سفيان مصدقٌ ورد حيهم لاستيفاء الصدقة عليهم، فاتهم أوس بن خالد بأنه ستر بعض ماله طمعاً فيما يلزمه من الصدقة فيه، واقتطاعاً من الواجب عليه، فأخذه أبو سفيان يضربه، وارتقى ما بينهما إلى أن أدى إلى قتله، فصاحت أم أوسٍ فأغاثها قائل هذه الأبيات، ورمى أبا سفيانٍ بسهم نفذ فيه فقتله.
وقوله بكر الناعي، يجوز أن يكون معناه ابتدأ ينعاه لأن البكور أصله ذلك، ولذلك قيل في أول النهار: بكرةٌ. ويجوز أن يكون بمعنى جاء بكرةً. فيقول: ابتكر المخبر بقتل أوس بن خالد ملجأ الضعفاء، وثمال الأيتام، في الشتوة الغبراء، القليلة الأمطار، الشديدة الإمحال. والمحل: يبس الأرض. ويقال زمنٌ ماحلٌ ومحلٌ، وقد
نام کتاب : شرح ديوان الحماسة نویسنده : المرزوقي جلد : 1 صفحه : 599