نام کتاب : شرح ديوان الحماسة نویسنده : المرزوقي جلد : 1 صفحه : 469
وموضع تطيف به الأيام نصبٌ إن شئت على الصفة، وإن شئت على أنه خبرٌ بعد خبرٍ. وموضع ما يتأيس نصبٌ على الحال، والعامل فيه تطيف.
عصى تبعاً أزمان أهلكت القرى ... يطان عليه بالصفيح ويكلس
يروى:
... أيام أهلكت القرى ... يطان على صم الصفيح ويكلس
يقول: إن تبعاً لما غزا القرى والمدن لم يصل اليمامة للحصن. وذكره العصيان كما قال غيره. تمرد مارد وعز الأبلق. وقوله يطان عليه بالصفيح أي يجعل بدل طينه في الإصلاح والعمارة الكلس بالحجارة. ويجوز أن يكون بالصفيح في موضع الحال، أي يطان ويكلس بصفائحه، أي وهو مبنيٌ الحجارة.
هلم إليها قد أثيرت زروعها ... وعادت عليها المنجنون تكدس
يخاطب النعمان. وإليها أي إلى اليمامة. وهذا الكلام تهكمٌ وسخرية. يقول: إن قدرت عليها فاقصدها فإنها أخصب ما يكون، مزدرعها مثارٌ وداليتها تدور. ومعنى تكدس يركب بعضها بعضاً في الدوران. ويستعمل في سير الدواب وغيرها. وقال ابن الأعرابي: التكدس أن يحرك منكبيه إذا مشى. وقال الأصمعي. هي من مشى القصار الغلاظ. ويقال كدس به الأرض إذا ضربها به. وأنشدت:
وخيلٍ تكدس بالدارعي ... ن نازلت بالسيف أبطالها
وروى بعضهم: " قد أبيثت زروعها ". والإباثة: الإثارة. وقوله هلم إليها كما يقال أقبل إليها. وقد مضى القول في هلم.
وذاك أوان العرض حي ذبابه ... زنابيره والأزرق المتلمس
ويروى جن ذبابه أي كثر ونشط. والعرض: وادٍ من أودية اليمامة، فلك أن تجره بإضافة الأوان إليه وهو مرفوعٌ، ولك أن تنصب الأوان فترفع العرض بالابتداء،
نام کتاب : شرح ديوان الحماسة نویسنده : المرزوقي جلد : 1 صفحه : 469