نام کتاب : شرح ديوان الحماسة نویسنده : المرزوقي جلد : 1 صفحه : 403
وملكنيها. وقوله " من صديقٍ وجامل " دخل من على طريق التببين، قال صديق تفسير الأهل، والجامل تفسير التلاد. وكأن هذا الرجل ينتظر إمكان الفرصة من أعدائه لينتهزها في وقته، ويتمنى اهتياج الشر في الناس وتداعي القبائل بالأوتار، وتناهضهم للقتال عند تكامل عدته ليجد طريقاً إلى مكاشفة من يريد مكاشفته، وتسبباً إلى إدراك ما يريد إدراكه، فلهذا علق الدعاء بإركاب المهر، وأجل الزمان في ابتغاء المطلوب. وخص الصديق من أقاربه وذويه لأن النفس أضن بهم، كما خص الجامل وهو ذكور الإبل وإناثها لأنها هي المال المختار من الأزواج الثمانية. ويروى: " من صديق وحامل " بالحاء، فيكون من تفسير الأهل خاصةً، كأنه يريد وأهلي من مصادقٍ لي وبارٍ بي. ويقال: حمله على كذا مركباً، إذا أعطاه. كأنه قال: كل من حملني على فرسٍ من أهلي فهو فداءٌ لمن حملني على هذا المهر؛ لأنه يقع دونه في القدر والمكانة.
وقال شمعلة بن الأخضر
ويوم شقيقة الحسنين لاقت ... بنو شيبان آجالاً قصارا
الشقيقة: رملةٌ تشق من معاظم الرمل، وهي في الأصل صفةٌ فجعلت اسماً وألحق به الهاء. وقد قيل فيها إنها رملةٌ بين رملتين، والحسنان قيل هما رملتان ببلاد بني تميمٍ، وقيل حسنٌ كثيبٌ ضم إليه قطعة أرضٍ تقرب منه فقيل حسنان، كقولهم الكوفتان والحيرتان. وهذه الأبيات في مقتل بسطام ابن قيسٍ، قيلت على طريق التشفي وإظهار الشماتة. يريد: لاقى بنو شيبان يوم اجتماعنا بهذا المكان آجالاً غير ممتدةٍ، متقاصرةً عن الغابة التي كانت آمالهم تنزع إليها، ويعدهم اغترارهم بها.
شككنا بالرماح وهن زورٌ ... صماخي كبشهم حتى استدارا
الشك: النظم. يقول: انتظمنا بالرماح والخيل منحرفةٌ للطعن صماخى رئيسهم - يعنى بسطاماً - حتى دير به فسقط. وكان بسطامٌ أغار في بني شيبان على بني ضبة، واستاق إبلها، وكان رجال الحي غائبين، فلما أحسوا بذلك ركبوا إثره، فلما لحقوه أخذ بسطامٌ يعرقب الإبل، فقالوا: يا بسطام ما هذا السفه، إما أن تكون لنا أو لك! ثم أصيب صماخه - والصماخ هو الخرق الباطن الذي يفضى إلى الرأس - وقاتل
نام کتاب : شرح ديوان الحماسة نویسنده : المرزوقي جلد : 1 صفحه : 403