نام کتاب : شرح ديوان الحماسة نویسنده : المرزوقي جلد : 1 صفحه : 367
والمعنى الحمى الذي قد استجار مراتعه بالممتنع القوي، وتعزز بالظهر الظهير. وهذا إشارةٌ إلى إيلاف الجوار، كأنها تجمع بين جوارين في حيها وحي غيرها، تستظهر بأحدهما على الآخر. وجعل الفعل للمراتع مجازاً، أي تستبيح الحمى الذي هذا صفته. ويجوز أن يكون أراد الحمى الذي قد أدخل على قومه الضعفاء من الأجانب في الجوار. ويقال: استجار، إذا تضمن الإجارة وطلب من غيره المجاورة، واستجار أيضاً إذا طلب أن يدخل في الجوار ويحامى عليه. ويقال استجرت فلاناً وبفلانٍ، والمفعول محذوف.
وقال أيضاً:
لعمرك ما ألياء بن عمرو ... بذي لونين مختلف الفعال
وصفه بأنه ثابت القدم بحسن الوفاء، محافظٌ على الذمار، باقٍ على طريقةٍ واحدةٍ في الشدة والليان. فيقول: وبقائك ما هو بذي لونين يخالف باطنه ظاهره، ولا يوافق مقاله فعاله، يتنقل في الأهواء، ويتلون تلون الأوفاقات، فهو على أن يجيب كل ناعقٍ، ويتبع كل قائدٍ وسائقٍ، إن ضمن لم يف، وإن وعد لم ينجز.
غداة أتاه جبارٌ بإدٍ ... معضلةٍ وحاد عن القتال
جبارٌ: رجل. والإد: المنكر من الأمر الشديد. وفي القرآن: " لقد جئتم شيئاً إداً ". وقد أفرد ها هنا عن موصوفه فأجري مجرى أسماء الدواهي. والمعضلة: الداهية العسرة الضيقة. ومنه قولهم: هو عضلةٌ من العضل، وداءٌ عضالٌ: الذي غلب وأعيا. وقوله " غداة أتاه " ظرف للفعل الذي دل عليه قوله " بذي لونين مختلف الفعال "، كأنه جلب عليه هذا الرجل أمراً منكراً، ضيقاً عسراً، ثم خلاه يصلى بناره ويقاسي مكروهه، ويماصع خصماءه فيه ويجاذبهم، وهرب هو.
ففض مجامع الكتفين منه ... بأبيض ما يغب عن الصقال
الفض: الكسر والتفريق، ويقال انفض القوم، إذا تفرقوا. يقول: فصل مجمع كتفيه بضربةٍ من سيفٍ بحادث بالصقل، ولا يتغافل عنه. والإغباب: أن ترد الإبل
نام کتاب : شرح ديوان الحماسة نویسنده : المرزوقي جلد : 1 صفحه : 367