نام کتاب : شرح ديوان الحماسة نویسنده : المرزوقي جلد : 1 صفحه : 341
ونبه بذكر الأرض البراح على أنهم غير محتجزين بحصونٍ ولا قلاعٍ، ولا ممتنعين بهضابٍ ولا حبالٍ. والأثل والأراك ينبتان في السهل أكثر، فوكد بذكرهما المراد، وجعل البراح بدلاً من قوله " بأرضٍ " ولذلك قال " ذي أراكٍ " ولم يقل ذات.
فما أبقت الأيام ملمال عندنا ... سوى جذم أذوادٍ محذفة النسل
أراد بالأيام الوقعات. وقوله " ملمال " أراد من المال، فجعل الحذف بدلاً من الإدغام لما التقى بالنون واللام حرفان متقابلان، الأول متحركٌ والثاني ساكنٌ سكوناً لازماً. والمعنى: ما بقي تأثير الحوادث ونكبات الأيام عندنا من أصول المال ومقتنياتها، إلا بقايا أذوادٍ قطع الضر نسلها، وتمكن الهزال وسوء الحال منها، فهي على شرف فناءٍ وذهابٍ. والجذم: الأصل. والأذواد: جمع الذود، والذود يقع على ما دون العشرة. وقال أكثر أهل اللغة: إنها تقع على الإناث دون الذكور. وبعضهم يجوز وقوعها على الذكور أيضاً. وما في البيت يشهد للأول.
ثلاثة أثلاثٍ فأثمان خيلنا ... وأقواتنا وما نسوق إلى العقل
أراد: أموالنا ثلاثة أثلاث، فيرتفع الثلاثة على أنه خبر مبتدأ محذوف، وما بعدها تفسيرٌ لها وتفصيل. ونبه بما أورد وقسم على الوجوه التي انصرفت إليها أموالهم فأفنتها، والطرق التي توزعتها فقللتها، فقال: افترقت أموالنا فرقاً ثلاثاً ففرقةٌ منها صرفناها إلى أثمان خيلنا لأنا غزاؤون، ومعالجو حروبٍ، فلا نستغني عنها؛ إذ كان جدنا وهزلنا منها وبها. وفرقةٌ منها حبسناها على أقواتنا ومعايشنا؛ لأن العفاة والزوار كانت تنتابنا وتتناوب عليها حتى تستغرقها، لأن إقامتنا بدار الحفاظ شغلتنا عن الغزو واجتذاب الزيادة إليها. وفرقةٌ منها وجهناها إلى الديات، وأروش الجنايات التي كسبتها أيدينا، واجترحتها رماحنا، إذ كنا لعزنا ومنعتنا لا يطمع في الاقتصاص منا. ومثل هذا قول الآخر:
نأسو بأموالنا آثار أيدينا
نام کتاب : شرح ديوان الحماسة نویسنده : المرزوقي جلد : 1 صفحه : 341