نام کتاب : شرح ديوان الحماسة نویسنده : المرزوقي جلد : 1 صفحه : 1317
وأنشد لأبي الغطمش أبو عبيدة
منيت بزنمردةٍ كالعصا ... ألص وأخبث من كندش
تحب النساء وتأبى الرجال ... وتمشي مع الأخبث الأطيش
لها شعر قردٍ إذا ازينت ... ووجهٌ كبيض القطا الأبرش
وثديٌ يجول على نحرها ... كقربة ذي الثلة المعطش
يروى " زنمردةٍ " بفتح الزاي وكسر الميم، ويكون مما عرب ولا نظير له في أبنية العرب. ويروى بفتح الزاي وفتح الميم ويكون على مثال قهقرٍ، وهو حجرٌ يملأ الكف. ويروى " زنمردةٍ " بكسر الزاي وفتح الميم فيكون على وزن فعلةٍ من الرباعي نحو علكدٍ، وهو الغليظ الشديد، أو يكون فعللٌّ من الخماسي نحو خنزقرٍ، وهو القصير، وقرطعبٌ دابة. والمراد بها المرأة التي خلقها وخُلُقها كما يكون للرجال. وشبهها بالعصا لقلة لحمها وهزالها، واستواء صدرها وظهرها. وكندشٌ: لقب لصٍ كان معروفاً عندهم. وقوله " إذا ازينت " أراد تزينت، فأراد الإدغام فيها وأبدل من التاء زاءً فسكن أولها، فجلب ألف الوصل ليتوصل إلى النطق بساكن، فصار كما ترى. والثلة: الفرقة والطائفة من الضأن. والمعطش: الراعي الذي قد عطشت رعيته.
لها ركبٌ مثل ظلف الغزال ... أشد اصفراراً من المشمش
وأبرد من ثلج ساتيدما ... وأكثر ماءً من العكرش
وفخدان بينهما نفنفٌ ... تجيز المحامل لا تخدش
وساقٌ مخلخلها حمشةٌ ... كساق الجرادة أو أحمش
كأن الثآليل في وجهها ... إذا سفرت بدد القشمش
لها جمةٌ فرعها جثلةٌ ... كمثل الخوافي من المرعش
نام کتاب : شرح ديوان الحماسة نویسنده : المرزوقي جلد : 1 صفحه : 1317