نام کتاب : شرح ديوان الحماسة نویسنده : المرزوقي جلد : 1 صفحه : 1047
فيظل رافعاً رأسه. فشبه الملك ذو الزهو به. فهذا وجه. والوجه الآخر: أن يراد بالأصيد الذي لا يستطيع الالتفات من دائه. وقوله حتى تجلت عنكم غماها، هم من أمرهم في غماه، أي في شدة والتباس شديد عليهم. ومعنى حتى: إلى أن. والولاة: جمع الوالي، وهو المتولي للشيء والفاعل له. ولا يمتنع أن يريد به الملاك، كأنهم ملكوا تدبير الحي فصاروا كالولاة لها وفيها.
والله يجزي لا أمية سعينا ... وعلى شددنا بالرماح عراها
جئتم من الحجر البعيد نياطه ... والشأم تنكر كهلها وفتاها
إذ أقبلت قيس كأن عيونها ... حدق الكلاب وأظهرت سماها
يقول: الآن وقد جحدت أمية نعمتنا عندها، وبعدت عن الصلاح بكفرانها، فإن الاعتماد على الله تعالى جده في أن يتولى جزاء سعينا، ويعرف لنا ما أنكرته أمية من بلائنا، وعلى معال أحمكنا وثائقها، وشددنا عقدها وعلائقها، فتوجب لنا من إثابة الله عز وجل ما يكون فيه عوض من كل فائت. وقوله جئتم من الحجر أراد بالحجر الجنس. والمراد: جئتم من المكان الكثير الحجر، ومن بلاد الحجر، يعني الجاز. ومعنى البعيد نياطه البعيد معلقه. ويقال: نطت الشيء أنوطه نياطاً ونوطاً، إذا علقته. وروى بعضهم: من الحجر، بالزاء، وقال: يريد الحجاز. فهذا كما قيل في تهامة: التهم. قال:
نظرت والعين مبينة التهم
والحاجز والحجاز والحجز، واحد. قال: وسمى الحجاز حجازاً، لأنه يفصل بين الغور والشام وبين البادية. وقوله والشأم تنكر كهلها وفتاها، أي لم يكونوا من اهلها فاستغربتهم. وهذا كما قال في المقطوعة الأولى: رب كتيبة مجهولة.
نام کتاب : شرح ديوان الحماسة نویسنده : المرزوقي جلد : 1 صفحه : 1047