نام کتاب : شرح ديوان الحماسة نویسنده : المرزوقي جلد : 1 صفحه : 103
لجامي وإما جوانب سرجي، أي على حسب ما اتفق من الطعن. فالعنان لما سال من أعاليه، وجوانب السرج لما سال من أسافله.
ثم انصرفت وقد أصبت ولم أصب ... جذع البصيرة قارح الإقدام
الجذوعة قبل الإثناء بسنةٍ، والدهر لجدته يسمى جذعاً، وكذلك يقال لمن يرى في أمر على حالةٍ واحدة: هو جذعٌ فيه. وانتصاب جذع البصيرة على أنه حالٌ وهو نكرةٌ. والمعنى ثم انصرفت مع ما وصفت من حالي واتفق مع ضيق المجال علي، وقد نلت ما أردت من الأعداء ولم ينالوا مني ما أرادوا، وأناعلى بصيرتي الأولى لم يبد لي في الاقتحام، ولا غلب في اختياري التطرف والانحراف، بل صار إقدامي في الحرب قارحاً لطول ممارستي، وتكرر مبارزتي، وإن كان بقي رأيي فيه جذعاً. وهذا يريد به ما يترقى فيه الإنسان من التدرب والتمرن عند مزوالة الأعمال، ومن بقاء ولوعه بها، وحرصه عليها على حده في أول الشأن. وكما جعل هذا القروح والجذوعة: البصيرة والإقدام، قال أبو تمام:
كهل الأناة فتى الشذاة
فنقله كما ترى، واقتدى به البحتري فقال:
إقدام غرٍ واعتزام مجرب
وقد أشار الأعشى إلى كل ذلك في قوله:
تمهل في الحرب حتى امتهن
وفي طريقته قول أبي الغول:
ولا تبلى بسالتهم وإن هم ... صلوا للحرب حيناً بعد حين
نام کتاب : شرح ديوان الحماسة نویسنده : المرزوقي جلد : 1 صفحه : 103