responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سرور النفس بمدارك الحواس الخمس نویسنده : التيفاشي، أحمد بن يوسف    جلد : 1  صفحه : 356
والعرب تصف النار في أشعارها بالشقرة وبالحمرة على حسب الاختلاف في ألوانها المذكورة قبل الأسباب المذكورة فيه في شُقرة النار، يقول مزرّد [1] :
فأبصرَ ناري وهي شقراءُ أُوقدتْ ... بعلياءَ نشْزٍ للعيونِ النواظرِ وقال آخر:
ونارٍ كَسَحْرِ العَوْدِ ترفع ضوءَها ... مع الليل هبَّاتُ الرياحِ الصواردِ السَّحْر: الرئة، وسَحْرُ العَوْدِ - وهو المُسِنُّ من الإبل - أشدُّ حمرةً.
1043 - ألوان الأدخنة [2] :
1 - قد بيّنا أن اختلاف ألوان الأدخنة علّة اختلاف ألوان اللهب، واختلاف أجناس الحطب مع اختلاف أحواله في الرطوبة واليبوسة علّة اختلاف الأدخنة. فأما العلّة التي تعرض في اختلاف ألوان الدخان من قبل اختلاف جنس الحطب فكالذي يعرض لدخان التَّنّضُب فإنه أبيض في مثل لون الغبار، ولذلك شبّه الشعراء الغبار به في مواضع كثيرةٍ من أشعارهم، منها قول طفيل الغنوي وذكر الخيل [3] :
إذا هَبَطَتْ سهلاً كأنّ غبارهُ ... بجانبه الأقْصى دواخنُ تَنْضُبِ [2] - ودخان [4] الرّمث أشدّ سواداً من دخان التنضب، ولم يبلغ أن يكون أسود ولكن أورق كلون الذئب، ولذلك شبهت العرب لون الذئب بلون دخان الرمث؛ قال الشاعر يصف الذئب:
كأنَّ دخانَ الرمثِ خالَطَ لونَهُ ... يُغَلُّ به من باطنٍ ويجلَّلُ وقال الراعي يشبه لون الذئب بلون دخان العرفج الذي مسه الماء [5] :
متوضّح الأقرابِ فيه شُهْبَةٌ ... نَهشُ اليدين تخالُهُ مشكولا
كدخانِ مرتجِلٍ بأَعلى تلعةٍ ... غَرْثانَ يُضْرِمُ عرفجاً مبلولا

[1] حد: 158؛ ولم يرد البيت في ديوان مزرد.
[2] حد: 153 - 154.
[3] ديوان طفيل: 25.
[4] حد: 154.
[5] من لاميته المشهورة التي وردت في جمهرة اشعار العرب، انظر شعر الراعي: 139 والحيوان 5: 65 - 66 والمفضليات: 880 والفصول والغايات: 467.
نام کتاب : سرور النفس بمدارك الحواس الخمس نویسنده : التيفاشي، أحمد بن يوسف    جلد : 1  صفحه : 356
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست