responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سرور النفس بمدارك الحواس الخمس نویسنده : التيفاشي، أحمد بن يوسف    جلد : 1  صفحه : 27
جزءاً، غير إن ابن منظور لم يجد منها سوى ست وثلاثين ربطة [1] . فهل الربطة تساوي جزءاً أو أقل من ذلك؟.
ذلك ما قاله ابن منظور وهو مصدق فيما يقول، إلا أن الصفدي يقول شيئاً آخر، يقول: " له كتاب كبير إلى الغاية وهو في أربع وعشرين مجلدة جمعه في علم الأدب، وسماه " فصل الخطاب؟ " ورتبه وبوبه وجمع فيه من كل شيء وتعب عليه إلى الغاية " [2] ، فلم هذا التفاوت في عدد الأجزاء؟ أغلب الظن أن المجلدة عند الصفدي لا تقتصر على جزء واحد، بل ربما جمعت - في بعض الحالات - جزءين من تجزئة المؤلف.
وينفرد الأستاذ حسن حسني عبد الوهاب بفرضية لابد من أن يكون لها ما يسوغها، فهو يرى أن فصل الخطاب موسوعة كبيرة لا تقتصر على الآداب كما يقول الصفدي بل تشمل الآداب والعلوم والتاريخ وأنها في أربعين جزءاً لا يقل حجم الجزء عن مائتي صحيفة في القالب الربعي، تتناول:
1 - مظاهر الطبيعة كالليل والنهار والشمس والقمر والسماء والكواكب، وهذا يقع في جزءين.
2 - العالم الحيواني بما فيه من أصناف المخلوقات (لا ندري كم جزءاً) .
3 - عالم الأحجار والمعادن (وهذا يجعل كتاب أزهار الأفكار جزءاً من فصل الخطاب) .
4 - جزء في الطب عنوانه الشفاء انظر رقم: 13 في مؤلفات التيفاشي) .
5 - جزء في الموسيقى عنوانه متعة الأسماع (انظر رقم 17 في مؤلفات التيفاشي) .
6 - تاريخ الأمم (جزءان) .
وهذا في مجموعة ربما لم يتجاوز ثمانية أجزاء أو تسعة، فماذا تحتوي الأجزاء الأخرى حتى تبلغ أربعين؟.
إن الذي يشجع على وضع مثل هذا هو أن متعة الأسماع يحمل على

[1] انظر ص: 5 - 6 من سرور النفس.
[2] الوافي 8: 288 وانظر هدية العارفين [1]: 94.
ومن دونها طَوْدٌ من السُّمْرِ شامخٌ ... إلى النجمِ أو بحرٌ من البيضِ مُتْأَقُ
وأسودُ لا تبدو به النارُ حالكٌ ... وبيداءُ لا تجتازها الريحُ سَمْلَقُ قوله: " لا تبدو به النار " من أعجب المبالغة، مع اختصار لفظ وجزالة معنى.
وذكر ابن رشيق [1] في " أنموذج الشعراء بأفريقية " أن عبد العزيز بن خلوف أخذ هذا المعنى من محمد بن إبراهيم، وذكر له حكاية لطيفة قال: كان لمحمد بن إبراهيم هذا محبوب فماحكه فيه عبد أسود اسمه خلف، فقطعه عنه، فماحكه فيه عبد آخر اسمه فرج، فعمل أبياتاً مشهورة بالقيروان أولها:
أيّ الهموم عليه اليوم لم أعُجِ ... وأيّ بابٍ من الأَحزانِ لم ألِجِ
تأملوا ما دهاني تبصروا قِصصاً ... ظلامُهَا ليس يُمْشى فيه بالسُّرُجِ هذا موضع الاستشهاد.
ما نالني الخُلْفُ إلا وهو من خَلَفٍ ... وعاقني الضيقُ إلا وهو من فَرَج
حتى لقد صار كافورُ المشيب هوىً ... أشهى لنفسيَ من مِسْكِ الصّبا الأَرِجِ 62 - النابغة الذبياني في طول الليل [2] :
كليني لهمٍّ يا أُميمةَ ناصبِ ... وليلٍ أُقاسيه بطيءِ الكواكبِ
تقاعسَ حتى قلتُ ليس بمنجلٍ ... وليس الذي يرعى النجومَ بآيبِ الذي يرعى النجوم: الصبح، استعار له اسم الراعي لكونه يأتي معقباً وراء النجوم.
63 - شاعر:
ألا هل على الليلِ الطويلِ معينُ ... إذا نزحتْ دارٌ وحنَّ حزينُ
أُكابدُ هذا الليلَ حتى كأنما ... على نجمه أنْ لا يَغُورَ يَمينُ 64 - آخر [3] :

[1] راجع هذه القصة في المسالك 11: 302.
[2] ديوان المعاني 1: 346 وديوان النابغة: 54 وزهر الآداب: 748 وتشبيهات ابن أبي عون: 209 ورسالة الطيف، الوراقة: 152/ أ.
[3] تشبيهات ابن أبي عون: 208.
نام کتاب : سرور النفس بمدارك الحواس الخمس نویسنده : التيفاشي، أحمد بن يوسف    جلد : 1  صفحه : 27
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست