نام کتاب : سر الفصاحة نویسنده : ابن سنان الخفاجي جلد : 1 صفحه : 85
والسادس: أن لا تكون الكلمة قد عبر بها عن أمر آخر يكره ذكره فإذا أوردت وهي غير مقصود بها ذلك المعنى قبحت وأن كملت فيها الصفات التي بيناها. ومثال هذا قول عروة بن الورد العبسي:
قلت لقوم في الكنيف تروحوا ... عشية بتنا عند ما وان رزح1
والكنيف أصله الساتر ومنه قيل للترس كنيف غير أنه قد استعمل في الآبار التي تستر الحدث وشهرتها. فأنا أكرهه في شعر عروة وإن كان ورد موردا صحيحاً لموافقة هذا العرف الطارىء.
على أن لعروة عذراً وهو جواز أن يكون هذا الاستعمال حدث بعده. بل لا أشك أنه كذلك لأن العرب أهل الوبر لم يكونوا يعرفون هذه الآبار. فهو وأن كان معذوراً وغير ملوم فبيته مما يصح التمثيل به.
ومنه عندي قول الشريف الرضي رحمه الله:
أعزز على بان أراك وقد خلت ... من جانبيك مقاعد العواد
فإيراد مقاعد في هذا البيت صحيح لأنه موافق لما يكره ذكره في مثل هذا الشان. لا سيما وقد أضافه إلى من يحتمل اضافته إليهم وهم العواد. ولو انفرد كان الأمر فيه سهلا. فأما أضافته إلى ما ذكره ففيها قبح لاخفاء به.
ومن هذا النحو قول أبي تمام:
متفجر نادمته فكأنني ... للدلو أو للمرزمين نديم2
1 ما وان قرية من أرض اليمامة وقوم رزح: صعاليك.
2 المرزمان: نجمان من نجوم المطر.
نام کتاب : سر الفصاحة نویسنده : ابن سنان الخفاجي جلد : 1 صفحه : 85