نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : الحُصري القيرواني جلد : 4 صفحه : 970
بوخطه، وخبطه السن بابنه وسبطه، قد تضاعفت عقود عمره، وأخذت الأيام من جسمه. وجد مسّ الكبر، ولحقه ضعف الشيخوخة، وأساء إليه أثر السنّ، واعتراض الوهن. هو من ذوى الأسنان العالية، والصحبة للأيام الخالية. هو همّ هرم، فد أخذ الزمان من عقله. كما أخذ من عمره. ثلمه الدهر ثلم الإناء «1» ، وتركه كذى الغارب المنكوب، والسّنام المجبوب. رماه من قوسه «2» الكبر. أريق ماء شبابه، واستشنّ أديمه كسر الزمان جناحه، ونقض مرّته. طوى الدهر منه ما نشر، وقيّده الكبر، يرسف رسفان المقيّد، هو شيخ مجتثّ «3» الجثّة، واهى المنّة، مغلول القوة ومفلول الفتوة «4» ، ثقلت عليه الحركة، واختلفت إليه رسل المنيّة. ما هو إلا شمس العصر، على القصر. أركانه قد وهت، ومدّته قد تناهت.
هل بعد الغاية منزلة، أو بعد الشيب سوى الموت مرحلة؟ ما الذى يرجى ممن كان مثله فى تعاجز الخطا، وتخاذل القوى، وتدانى المدى، والتوجّه إلى الدار الأخرى، أبعد دقّة العظم، ورقّة الجلد، وضعف الحسّ، وتخاذل الأعضاء، وتفاوت الاعتدال، والقرب من الزوال. والذى بقى منه ذماء «5» يرقبه المنون بمرصد، وحشاشة هى هامة اليوم أوغد. قد خلق عمره، وانطوى عيشه، وبلغ ساحل الحياة، ووقف على ثنيّة الوداع، وأشرف على دار المقام، فلم يبق إلا أنفاس معدودة، وحركات محصورة. نضب غدير شبابه. فقر لغير واحد فى المشيب
قيس بن عاصم: الشيب خطام المنية. أكثم بن صيفى: المشيب عنوان الموت. الحجاج بن يوسف: الشيب نذير الآخرة. غيره: الشيب نوم الموت.
نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : الحُصري القيرواني جلد : 4 صفحه : 970