نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : الحُصري القيرواني جلد : 4 صفحه : 946
وما اخترت نأى الدار عنك لسلوة ... ولكن مقادير لهنّ شؤون
فقالت: أحسنه، ولا أقيم لحنه، ولكن مطارحه لتستغنى به عنه، لقربه منه، وأنا به أحذق، ثم غنّت:
وما زلت مد شطّت بك الدار باكيا ... أؤمّل منك العطف حين تؤوب
فأضعفت ما بى حين أبت وزدتنى ... عذابا وإعراضا وأنت قريب
وقال الظاعن: جعلت فداك، أتحسنين:
أزف الفراق فأعلنى جزعا ... ودعى العتاب فإننا سفر
إنّ المحبّ يصدّ مقتربا ... فإذا تباعد شفّه الذّكر
قالت: نعم، وأحسن منه ومن إيقاعه، ثم غنت:
لأقيمنّ مأتما عن قريب ... ليس بعد الفراق غير النّحيب
ربما أوجع النّوى للقلوب ... ثم لا سيّما فراق الحبيب «1»
ثم قال السالف: جعلت فداك، أتحسنين:
كنّا نعاتبكم ليالى عودكم ... حلو المذاق وفيكم مستعتب
فالآن حين بدا التنكّر منكم ... ذهب العتاب فليس عنكم مذهب
قالت: لا، ولكن أحسن منه فى معناه، ثم غنت:
وصلتك لما كان ودّك خالصا ... وأعرضت لما صار نهبا مقسّما
ولن يلبث الحوض الجديد بناؤه ... إذا كثر الورّاد أن يتهدّما
فقال المستأنف: أتحسنين، جعلت فداك:
إنى لأعظم أن أبوح بحاجتى ... وإذا قرأت صحيقتى فتفهّمى
وعليك عهد الله إن أبثثته ... أحدا ولا آذنته بتكلّم «2»
نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : الحُصري القيرواني جلد : 4 صفحه : 946