نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : الحُصري القيرواني جلد : 4 صفحه : 931
لجدت بها، وساعة أنس تفقدها لبذلتها، عالما بأنى أفدى الكرم لا غير، والفضل ولا ضير.
ولهم فى تنسّم الإقبال، وذكر الإبلال
قد شمت بارقة العافية، وشممت رائحة الصحة. أقبل صنع الله من حيث لم أحتسب، وجاءنى لطفه من حيث لا أرتقب، وتدرّجت إلى الإبلال وقد حسبته حلما، ورضيت به دون الاستقلال غنما، وقد تخلّصت إلى شطّ العافية لما تداركنى الله تعالى بلطيفة من لطائفه، وجعل هبة الروح عارفة من عوارفه، وتنسمت روح الحياة، بعد أن أشفيت على الوفاة «1» ، وثنيت وجهى إلى الدنيا بعد مواجهتى للدار الأخرى. قد صافح الإقبال والإبلال، وقارب النهوض والاستقلال. سيريك الله من العافية التى أذاقك ويسبغ ثوبها، ولا يعيد عليك مكروهها. قد استقلّ استقلال اليف حودث عهده وأعيد فرنده «2» ، والقمر انكشف سراره، وذاعت أسراره «3» . حين استقلّت يدى بالقلم، بشّرتك بانحسار الألم. قد أتاك الله بالسلامة الفائضة، وعافاك من الشكاة العارضة. أبلّ فانشرحت الصدور، وشمل السرور. الحمد لله الذى حرس جسمك وعافاه، ومحا عنه أثر السقم وعفّاه. الحمد لله الذى جعل العافية عقبى ما تشكيت، والسلامة عوضا عما عاينت. الحمد لله الذى أعفاك من معاناة الألم، وعافاك للفضل والكرم، ونظمنى معك فى سلك النعمة، وضمّنى إليك فى منبلج الصحّة. الحمد لله الذى جعل السلامة ثوبك الذى لا تنضوه «4» ، وسيفك فيما تأمله وترجوه. الله يجعل السلامة أطول برديك، وأشدّهما سبوغا عليك، ويدفع
نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : الحُصري القيرواني جلد : 4 صفحه : 931