نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : الحُصري القيرواني جلد : 4 صفحه : 920
تعداد مننه وحصرها فسأطمع فى إحصاء السحاب وقطرها. أياد لا تحصى أو تحصى محاسن النجوم، ومنن لا تحصر أو تحصر أقطار الغيوم. أياد كعدد الرمل والنمل، أعيت على العدّ، ولم تقف عند حد. زادت أياديه حتى كادت تجهد الأعداد، وتسبق الإعداد. أياديه عندى أغزر من قطر المطر، وعوارفه لدىّ أسرع من رجع البصر. رفعتنى من قعر التراب، إلى سمك السحاب. استنبطه من الحضيض الأوهد، إلى السناء الأمجد، وقد نبّهه عن خمول، وأجرى الماء فى عوده بعد ذبول، ورقّاه إلى ذروة من المجد بعد نزول. فضائل تزل أقدام النجوم لو وطئتها، وتقصر همم الأفلاك لو طلبتها، ثبت قدمه فى المحلّ المنيف، ومكّنه من جوامع التشريف.
جذب بضبعه من المسقط المنحطّ، إلى المرفع المشتطّ.
ولهم فى أدعية من صدور الكتب تليق بهذه الأثنية والممادح
أطال الله له البقاء، كطول يده بالعطاء، ومدّ له فى العمر، كامتداد ظله على الحرّ، وأدام له المواهب، كما أفاض به الرغائب، وحرس لديه الفضائل، كما عوّذ به الشمائل «1» .
تولّى الله عنى مكافأته، وأعان على الخير نيّته وفعله، وأصحب بقاءه عزّا يبسط يديه لأوليائه على أعدائه، وكلاءة تذبّ عن ودائع مننه عنده «2» ، وزاد فى نعمه وإن عظمت، وبلغه آماله وإن انفسحت، ولا زال الفضل يأوى منه إلى ركن منيع، وجناب مريع. لا زالت الألسن عليه بالثناء ناطقة، والقلوب على مودته متطابقة، والشهادات له بالفضل متناسقة. لا زال يعطف على الصادر والوارد، عطف الأم والوالد. أبقاه الله للجميل يعلى معالمه، ويحمى مكارمه، ويعمر مدارجه، ويثمّر نتائجه. أدام الله أيامه التى هى أيام الفضائل ومواقيتها، وأزمان المآثر وتواريخها. أدامه الله
نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : الحُصري القيرواني جلد : 4 صفحه : 920