نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : الحُصري القيرواني جلد : 4 صفحه : 910
بأخذها، فقال: إن رأى أمير المؤمنين أن يأذن لى بقراءتها؛ فأنا أحسن تعبيرا لخطّى من غيرى- فقال له: اقرأ، فقال: شيخ ضعيف، ومقام صعب، ولا آمن الاضطراب؛ فإن رأى أمير المؤمنين أن يصل عنايته بأمرى فى الإذن بالجلوس فعل، فقال: اجلس، فجلس وأنشأ يقول:
يا خير من وخدت بأرحله ... تجب الركاب بمهمه جلس «1»
تطوى السباسب فى أزمتها ... طىّ التّجار عمائم البرس «2»
لما رأتك الشمس طالعة ... سجدت لوجهك طلعة الشمس
خير البرية أنت كلهم ... فى يومك الغادى وفى الأمس
وكذاك لن تنفكّ خيرهم ... تمسى وتصبح فوق ما تمسى
لله ما هرون من ملك ... عفّ السريرة طاهر النفس
تمّت عليه لربه نعم ... تزداد جدتها مع اللّبس
من عترة طابت أرومتها ... أهل العفاف ومنتهى القدس
متهللين على اسرّتهم ... ولدى الهياج مصاعب شمس «3»
إنى لجأت إليك من فزع ... قد كان شرّدنى ومن لبس
لما استخرت الله مجتهدا ... يمّمت نحوك رحلة العنس «4»
واخترت حلمك لا أجاوزه ... حتى أغيّب فى ثرى رمسى
كم قد سريت إليك مدّرعا ... ليلا يموج كحالك النّقس «5»
إن راعنى من هاجس فزع ... كان التوكّل عنده ترسى
ما ذاك إلّا أننى رجل ... أصبو إلى نفر من الإنس
نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : الحُصري القيرواني جلد : 4 صفحه : 910