نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : الحُصري القيرواني جلد : 4 صفحه : 1158
إعجابه بها، فلما وصلت إليه، وصارت فى يديه، أمرها بلزوم مجلسه، والقيام على رأسه؛ فبينما هى عنده، ومعه ابناه الوليد وسليمان، قد أخلاهما للمذاكرة، فأقبل عليهما فقال: أىّ بيت قالته العرب أمدح؟ فقال الوليد: قول جرير فيك:
ألستم خير من ركب المطايا ... وأندى العالمين بطون راح
وقال سليمان: بل قول الأخطل:
شمس العداوة حتى يستقاد لهم ... وأعظم الناس أحلاما إذا قدروا
فقالت الجارية: بل أمدح بيت قالته العرب قول حسان بن ثابت:
يغشون حتى ما تهرّ كلابهم ... لا يسألون عن السّواد المقبل
فأطرق، ثم قال: أى بيت قالته العرب أرقّ؟ فقال الوليد: قول جرير:
إنّ العيون التى فى طرفها حور ... قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
فقال سليمان: بل قول عمر بن أبى ربيعة:
حبّذا رجعها يديها إليها ... من يدى درعها تحلّ الإزارا
فقالت الجارية: بل بيت يقوله حسان:
لو يدبّ الحولىّ من ولد الذرّ عليها ... لأندبتها الكلوم «1»
فأطرق، ثم قال: أى بيت قالته العرب أشجع؟ فقال الوليد: قول عنترة:
إذ يتّقون بى الأسنّة لم أخم ... عنها، ولو أنى تضايق مقدمى «2»
فقال سليمان: بل قوله:
وأنا المنية فى المواطن كلها ... فالموت منى سابق الآجال
فقالت الجارية: بل بيت يقوله كعب بن مالك:
نصل السيوف إذا قصرن بخطونا ... قدما ونلحقها إذا لم تلحق
فقال عبد الملك: أحسنت، وما نرى شيئا فى الإحسان إليك أبلغ من ردّك
نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : الحُصري القيرواني جلد : 4 صفحه : 1158